
الرئيس ميقاتي بعد إقرار موازنة 2024: يجب المتابعة مع المجلس النيابي لإقرار كل القوانين الإصلاحية
الثلاثاء، ١٢ أيلول، ٢٠٢٣
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السرايا اليوم تم خلالها إقرار مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2024.
شارك في الجلسة نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد مكاري، الشباب والرياضة جورج كلاس، المالية يوسف الخليل، الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، الصناعة جورج بوشكيان، الاتصالات جوني القرم، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الصحة فراس الأبيض، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الأشغال العامة والنقل علي حمية، الاقتصاد أمين سلام، المهجرين عصام شرف الدين، والبيئة ناصر ياسين. كما حضرالمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والمدير العام لوزارة المال جورج معراوي.
الرئيس ميقاتي
في ختام الجلسة تحدث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لقاء صحافي مباشر فقال: نحن اليوم أقرينا موازنة العام 2024، وأود أن أقول بأنها أول موازنة منذ العام 2002 تقر في مواعيدها الدستورية قبل بدء الدورة الثانية لانعقاد مجلس النواب، وهذا إنجاز كبير جداً. لولا الجهد الذي قام به الموظفون في وزارة المالية وفريق العمل فيها لما كان هذا الأمر ليتم، وأعتبره إنجازاً وبطولة لأننا نعرف المقدرات والموارد الموجودة اليوم في الإدارة العامة، وكان من الصعوبة جداً إنجاز هذه الموازنة في هذا الوقت بالذات.
أستطيع القول بأن الموازنة مقبولة وحازت على إجماع كامل من مجلس الوزراء لتبنّيها، وستحال في نهاية الأسبوع إلى المجلس النيابي الكريم. وبطريقة موازية هناك لجان ستؤلف برئاسة نائب رئيس الحكومة لوضع مشروع قانون ضريبة الدخل الموحدة، مشروع تعديل قانون المحاسبة العمومية، إعادة هيكلة القطاع العام والمؤسسات العامة، هيئة لتحقيق وتنسيق ووضع المعايير لأنظمة المعلوماتية في الدولة اللبنانية، إصلاح الجمارك وضبط التهرب من التسجيل في الضريبة على القيمة المضافة، والضريبة على السلع الفاخرة، وستصدر كلها في أسرع وقت، والقرارات التي تستوجب إصدار مراسيم، ستصدر بمراسيم لأن هناك قوانين تتيح لنا إصدار هذه القرارات بمراسيم في مجلس الوزراء، وهناك مشاريع قوانين سنرسلها الى مجلس النواب لإقرارها لاستكمال المواضيع الإصلاحية اللازمة.
وقال: هذا الأمر هو خطوة إيجابية ولكنه لا يكفي، ويجب المتابعة مع المجلس النيابي لإقرار كل مشاريع واقتراحات القوانين الإصلاحية الموجودة في المجلس، وأهمها مشروع إعادة هيكلة المصارف، وهو من أهم المشاريع الموجودة في إدراج مجلس النواب، ويجب إقراره من أجل إعادة رسملة المصارف وإعادة العمل المصرفي بطريقة طبيعية وتفادي أصوات النقد الحاصلة. صحيح أن الموازنة فيها عجز أقل من أي سنة سابقة، ولكن هذا العجز ليس عجز موازنة، فنحن اليوم في العام 2023 يمكن أن أقول بأن الفائض النقدي أكثر من "العجز بالكاش" في موضوع الواردات والمصاريف.
في هذا الوقت الصعب نحن نحرص على التدقيق في كل أعمال الصرف، لكي نتخطى هذه المرحلة الصعبة. نحن في مرحلة تقتضي تعاون الجميع وليس هناك فريق في مجلس الوزراء وفريق في مجلس النواب أو في أي مكان. اليوم هناك أمران أساسيان، الأول اقتصادي والثاني، وهو الأهم، ويتعلق بالنازحين السوريين. بالأمس دعوت الى اجتماع لمجلس الوزراء للبحث في موضوع النازحين السوريين، وفي صحف اليوم تم نقل قول قائد الجيش بأن الموضوع كياني ويؤثر على الكيان اللبناني.
هذا الموضوع هو من الخطورة بشكل يستدعي أن نكون يداً واحدة لمواجهته. لقد دعوت الجميع لحضور الجلسة، ووصلتني تأكيدات أنهم الجميع سيحضرون وفوجئت بعدم حضور البعض. لا أريد الدخول في سجال مع أحد، والموضوع لا يعنيني لوحدي، ولا يعني مجلس الوزراء لوحده، بل يعنينا جميعاً نحن اللبنانيين، وأدعو الى عقد ورشة مشتركة مع مجلس النواب للشؤون الاقتصادية ولملف النازحين. نحن لا ندّعي القدرة على فعل كل شيء ونتطلع الى أن تتشابك أيدينا، لأنه لا يمكن إنقاذ لبنان في هذه المرحلة الصعبة والحساسة إلا بتشابك أيادي الجميع للخروج من المرحلة الحساسة جداً. ولذلك أدعو مجلس النواب لعقد اجتماعات متواصلة ونحن على استعداد للتعاون للقيام بالخطوات الإنقاذية المناسبة.
هذا الأمر لا يعني أن نتغاضى عن موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويبقى موضوع الانتخاب في سلم الأولويات، ولكن يجب إنجاز الإصلاحات للحفاظ على الحد الأدنى من مقومات الدولة، لكي يتسلم الرئيس الجديد مهامه وتكون المؤسسات قائمة.
أضاف: بالأمس إتخذنا في جلسة مجلس الوزراء قرارات حول موضوع النازحين، واستغربت اليوم التعليقات الصحافية التي تتعاطى مع هذا الموضوع بسخرية أكثر من الجدية التامة التي تم التعاطي بها مع هذا الملف، من قبل الحكومة ومن فريق العمل الذي يتعاطى بموضوع النازحين وقيادة الجيش، عبر القيام بسلسلة من الإجراءات من ضبط الحدود ومكافحة شبكات التهريب وضبط عمل المنظمات غير الحكومية، وطلبنا من وزير الداخلية أن يرفع تقارير بشأنها الى مجلس الوزراء فوراً، حتى ولو اضطررنا أن نسحب منها العلم والخبر، والإيعاز الى البلديات بضبط الوضع، وتشكيل وفد برئاسة وزير الخارجية لزيارة سوريا، وهو أبلغني هذا الصباح بأنه ينتظر من السلطات السورية تعيين موعد له لزيارة دمشق برفقة المدير العام للأمن العام اللواء إلياس البيسري، والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى لبحث هذا الموضوع. على كل حال فإن وزير الخارجية سيغادر هذا الأسبوع إلى نيويورك وسيحصل لقاء بينه وبين معالي وزير الخارجية السوري هناك للإتفاق على الخطوات التالية التي يجب أن تتخذ.
أضاف: طلبنا وضع تقارير دورية ترفع لمجلس الوزراء، لأن لا شيء لدينا حالياً أهم من موضوع النازحين والخطر الذي يهدد لبنان في هذا الظرف. وفي بداية كل جلسة لمجلس الوزراء سيكون هناك تقرير لمتابعة هذا الموضوع. كما أن هناك فريق عمل في السرايا لمتابعة هذه المقررات نظراً لأهميتها على الساحة اللبنانية.
وقال: إن الموازنة هي إنجاز جيد جداً. هذه هي المرة الأولى منذ العام 2002 التي تقدّم فيها الموازنة خلال المهلة الدستورية الى المجلس النيابي، هذا عمل بطولي كبير جداً، لأنه لم يكن ليتم من دون الجهد الكبير الذي قام به فريق العمل في وزارة المال رغم الشح في الموارد المادية والبشرية والمقومات اللازمة لتسريع عمل الإدارة العامة. أقول لجميع موظفي الإدارة العامة، نحن كلنا في زورق واحد، وكل واحد منا يضحي على قياسه، وأدعوكم جميعاً للعودة الى الإدارة لإعادة الواردات الى الإدارة التي من دونها لا يمكننا تحسين الوضع المعيشي، ونحن على استعداد لدراسة هذا الوضع معكم ونعرف تماماً الحاجات المعيشية المطلوبة، ولذا فسنكون يداً واحدة.
ورداً على سؤال عن إلغاء استيفاء بعض الرسوم بالدولار الأميركي أوضح: كان لدينا لقاء بالأمس مع صندوق النقد الدولي الذي نصح بأن تبقى الواردات بالليرة اللبنانية، لأنه عندما تدخل الواردات الى المصرف المركزي فهو يشتري الدولارات بطريقة منظمة أكثر من العشوائية التي تنتج عن شراء المواطن الدولارات لدفع ضريبته، لا سيما في ظل وجود منصة بلومبرغ التي أقريناها في مجلس الوزراء وهي منصة دولية شفافة.





