كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في احتفال تدشين خط إنتاج جديد في الريجي
الإثنين، ٢٧ شباط، ٢٠٢٣
أيها الحفل الكريم
يسعدني اليوم أن أكون بينكم اليوم لنشهد معاً على نجاح جديد لمصلحة إدارة التبغ والتنباك اللبنانية، ولنعاين عن كثب قصة مؤسسة عامة إستطاعت أن تصل الى العالمية بفعل رؤية القيمين عليها وحسن إدارتهم.
وما يهمنا هو أن تستمر قصة هذه الربحية مع المؤاءمة بين تخفيض الأكلاف الإجتماعية للتدخين وتراجع الفاتورة الصحية بخفض عدد المدخنين، وبين رفع الأسعار لتحقيق الموارد اللازمة، وحصر نسبة المستهلكين.
كان التبغ علامة للعولمة وقد تمكنت هذه السلوكيات الضارة من التغلغل في هويات الشعوب قبل أن تظهر الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ المنبثقة عن منظمة الصحة العالمية.
جئنا إليكم كي ننوّه بجهودكم في ترميز نتاجكم، لما لذلك من انعكاسات على تتبع المنتجات التبغية ومنع تزويرها وتهريبها، صوناً للموارد المالية للدولة.
أتينا لنقول إننا نستطيع كدولة إدارة قطاعات إنتاجية واستثمارية بنجاح، إذا ما عرف القيمون عليها الاستجابة لمتطلبات الأسواق بعقلية القطاع الخاص.
"الريجي" تختصر حكاية شركة مملوكة من الدولة تمكّنت من تطويع السياسة والدعم السياسي لا لتحقيق المصلحة الخاصة، بل لخدمة الصالح العام. فالريجي تمكّنت من تحويل تحديات البلد الكثيرة الى فرص جديدة.
أيها الحفل الكريم
"الريجي" اليوم تضمن تثبيت المزارعين في أرضهم في الجنوب والبقاع والشمال، وتدعم إنتاجهم، ولكن بات لزاماً التفكير في ترشيد هذا الدعم كي يصل الى المزارع الحقيقي فينتج محصولاً بقيمة اقتصادية.
علينا كحكومة توفير الأرضية المؤسسية لنمو القطاعات الانتاجية، وعليكم استكمال مسيرة النجاح لتأمين استدامة رفد الخزينة بالمداخيل مع العمل على خفض الأكلاف الاجتماعية للتدخين عبر زيادة الأسعار وخفض أعداد المدخنين بوسائلكم المالية.
أيها الحفل الكريم
أتينا إليكم اليوم من جلسة عادية للحكومة اتخذنا فيها سلسلة قرارات ملحة تحاول معالجة الأوضاع المالية المتدهورة للموظفين لتأمين استمرارية المرافق العامة وإدارات الدولة. وكلنا أمل وعزم بأننا سننجح في تجاوز هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، وتخفيف أوجاع الناس وهمومهم. ولكن الأمر يحتاج بالتأكيد الى تعاون الجميع لنمضي معاً في ورشة الاصلاحات المطلوبة، التي تفتح أمام وطننا فرصاً جديدة للدعم والمساندة بتنا في أمسّ الحاجة إليها لتجاوز الواقع الصعب الذي نمر به.
أيها الحفل الكريم
ختاماً أقول، يجب أن يبقى البلد قضيتنا. وما النجاحات إلا ومضات برسمنا جميعاً في وسط هذا الانهيار والسواد. فلا يجب أن نستسلم ولن نستسلم بإذن الله وسنكمل المهمة المطلوبة منا.
والسلام عليكم.

