كلمة الرئيس نجيب ميقاتي خلال إطلاق المسح العنقودي لأوضاع الأم والطفل في لبنان 2023
الثلاثاء، ٠٢ أيار، ٢٠٢٣
أيها الحفل الكريم
للبنان تاريخ طويل من التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، ولليونيسف بصمات إيجابية جداً في الكثير من القطاعات الأساسية التي تخص الدولة اللبنانية والمجتمع المدني أيضاً. ولكن التعاون اليوم يكتسب أهمية إضافية لكونه يحصل في زمن يشهد تقلبات وتراجعات حادة في الكثير من القطاعات، وبات فيها ضرورياً مواكبتها بأرقام وإحصاءات دقيقة، ليكون التعاون الحاضر والمستقبلي أكثر فاعلية وتركيزاً على الأساسيات الأكثر إلحاحاً، ومنطلقاً من رؤية علمية واضحة.
إن نجاح المشاريع المزمع تنفيذها مع اليونيسف يتوقف بدرجة كبيرة على توفر المعلومات والبيانات الإحصائية وتصحيح السياسات المتبعة وتطويرها. من هنا تنبع أهمية إدارة الإحصاء المركزي، التي تمثل إحدى الركائز الأساسية لعمل الدولة، ولذلك فإننا نولي عملها العناية اللازمة، ونتطلّع إلى إنشاء نواة عمل مركزية تتبع مباشرة رئيس مجلس الوزراء لمؤازرة ما تقوم به إدارة الإحصاء المركزي، لا بل وتشمل تجميع كل البيانات والمعلومات التي لا انطلاقة لأي عملية إصلاح من دونها.
كما نتطلع الى أهمية التعاون القائم بين إدارة الإحصاء المركزي وبين منظمة اليونيسف وبشكل خاص لإجراء المسح العنقودي المتعدد المؤشرات الذي سيوفر معلومات مهمة عن أوضاع الأم والطفل في لبنان.
وغني عن القول إن هاتين الفئتين تمثلان الشريحة الأكثر ضعفاً وتأثراً بالأزمات، ويعتبر تحسين ظروفهما الحياتية والاجتماعية من أهم الأهداف التي تسعى إليها الحكومة اللبنانية ومنظمة اليونيسف على السواء. كما سيوفر هذا المسح عدداً كبيراً من مؤشرات التنمية المستدامة للعام 2030.
إن نجاح هذه الدراسة يتطلب بالتأكيد تعاون الجهاز الرسمي والمجتمع اللبناني ككل والمقيمين على الأراضي اللبنانية، وتضافر الجهود بين القيمين على الدراسة والمجتمعات المحلية، وبشكل خاص تلك التي تدخل في عينة الدراسة، وذلك عبر التجاوب مع محققي إدارة الإحصاء المركزي والسماح لهم بالدخول إلى المساكن وإجراء الاستبيانات. من هنا أهمية التمهيد لهذه الخطوة بشرح إعلامي لأهميتها ودورها وأبعادها.
في الختام لا بد لي من توجيه التحية لليونيسف على مبادرتها اللافتة بتأهيل بعض أقسام المقر الخاص لمجلس الوزراء بما يسمح لإدارات تابعة لرئاسة الحكومة ومنها إدارة الإحصاء المركزي بتفعيل عملها، مع المحافظة طبعاً على المقر الخاص لمجلس الوزراء واستكمال أعمال تأهيله.
الشكر مجدداً لليونيسف وتحية تقدير لإدارة الإحصاء المركزي، ولجنودها المجهولين الذين يواصلون العمل مع أغلبية الجهاز البشري الرسمي لتأمين ديمومة المؤسسات وانتظام عملها في خدمة المواطن واستمرارية الدولة ومؤسساتها. والسلام عليكم.

