الرئيس ميقاتي: التوظيف السياسي للأزمات يجب ألّا يتحول إلى نزاعات
الثلاثاء، ٢٨ أيار، ٢٠٢٤
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السراي شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الشباب والرياضة جورج كلاس، المهجرين عصام شرف الدين، المال يوسف خليل، الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا رياشي، الصناعة جورج بوشكيان، الإتصالات جوني القرم، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الصحة فراس الأبيض، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الأشغال العامة والنقل علي حمية، والإقتصاد والتجارة أمين سلام. كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
بعد الجلسة أذاع وزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي المقررات فقال: في مستهل الجلسة تحدث دولة رئيس الحكومة فقال: شهدت الفترة الماضية أحداثاً عديدة أهمها مؤتمر القمة العربية الذي عقد في البحرين، والذي عبّر عن اهتمام الجميع بلبنان، كما أن "إعلان البحرين" أكد الثوابت اللبنانية التي نتمسك بها، وفي الإجتماعات الثنائية التي عقدناها، لمسنا الحرص على لبنان ودعمه.
وقال دولته: تنعقد جلستنا اليوم بعد يوم من تمثيل معالي وزير الخارجية لبنان في "المؤتمر الثامن لدعم مستقبل سوريا والمنطقة" في بروكسل. وقدّم لبنان للمرة الأولى عرضاً لخطة عمل واضحة ومحددة لتنظيم ملف النازحين السوريين في لبنان، وهذه الخطة تبنتها الحكومة ودعمها المجلس النيابي بالتوصيات التي أصدرها، وقوامها التنسيق بين مختلف الوزارات والأجهزة المعنية ضمن مهل زمنية محددة.
أضاف: في خلال المحادثات أكد وزير الخارجية، الذي كنت على تواصل دائم معه، طلب لبنان البدء بخطة التعافي المبكر في سوريا وفصل مسألة النازحين عن الإعتبارات السياسية وإيجاد مناطق آمنة في سوريا للبدء بالعودة. وأجرى اتصالات مع الوزراء العرب الذين تستضيف بلادهم نازحين سوريين وهم الأردن والعراق ومصر وسوريا وتم الإتفاق على خطة موحّدة للإتصال بالجانب السوري ودعم التعافي المبكر في سوريا. وخلال المؤتمر أكد لبنان ضرورة أن يكون الدعم والمساعدات لتشجيع السوريين على العودة الى بلادهم.
وقال دولته: لقد قدّم معالي الوزير خلال المؤتمر خطاباً واضحاً عبّر فيه عن استمرار لبنان في التعاون، لا التصادم، مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وبالفعل فقد حصل توافق مع "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" على كل النقاط التي طرحها لبنان ومن أبرزها تسليم كل المعطيات التي في حوزة المفوضية في ما يتعلق بالنازحين السوريين.
وفي هذا الإطار، لا بد من أن أنوّه بالموقف الذي أعلنته قبرص من ضمن ثماني دول أوروبية بوجود مناطق آمنة في أجزاء من سوريا والسماح بعودة النازحين إليها.
أضاف دولة الرئيس: بالنسبة الى واقعنا السياسي في لبنان، فنحن أمام "أغلبيات" و"أقليات" سياسية، لديها ثوابت ورؤى مختلفة، ولكن المستغرب هو غياب صوت "الأكثريات الصامتة والمستقيلة من دورها". نحن لا نريد أن نختصر أحداً ولا أن نغيِّبَ أحداً، بل إننا ندعو إلى سماع أصوات كل وطني مخلص، لأننا نتكامل مع بعضنا، ونغتني بتنوّعاتنا رغم كل المواقف الإعتراضية التي يقوم بها بعض القوى السياسية، فإننا نتفهّم ذلك ونتطلع إليه من منظار ديمقراطي والحق بإبداء الرأي. ودائماً نؤكد أن الحل يبدأ بانتخاب رئيس الجمهورية واكتمال عقد المؤسسات الدستورية. التوظيف السياسي للأزمات، يجب ألّا يتحول إلى نزاعات، مع تقديرنا للنقد الإيجابي والتقويم الهادف إلى بناء الجسور بين المكونات الوطنية.
وقال دولته: يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه على جنوب لبنان موقعاً المزيد من الشهداء والجرحى آخرهم أمس أمام مستشفى بنت جبيل. إننا ندين هذا الإعتداء الجبان وكل الأعمال التي يقوم بها الإحتلال والتي لن تثني أهل الجنوب عن التشبث بأرضهم، خصوصاً وأننا قبل أيام قليلة أحيينا ذكرى التحرير من الإحتلال الإسرائيلي للجنوب. وهنا نوجّه التحية لكل من ساهم في هذا الإنجاز الوطني التاريخي. أما الوضع الأمني في الداخل فيبعث على الإرتياح ولا بد في هذا الصدد من التنويه بالجهد الكبير الذي يقوم به الجيش والقوى الأمنية لضبط الوضع وكشف الشبكات التخريبية أو التي تسيء الى الأخلاق العامة عبر التواصل الإجتماعي.
وقال دولة الرئيس: لقد أجريت خلال الأيام الماضية اتصالين برئيسي وزراء إسبانيا والنروج، والخميس سيكون هناك اتصال مع رئيس وزراء أيرلندا، لشكرهم على الإعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية. وفي خلال الإتصال مع رئيس وزراء إسبانيا أكد ضرورة السعي فوراً لعقد مؤتمر سلام وتأكيد حل الدولتين والعودة الى الأسس التي تحددت في "مؤتمر مدريد".
وهذا الأمر يعطي دفعاً قوياً لحق الشعب الفلسطيني بدولته المستقلة وبما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والجمعية العامة.
أضاف دولة الرئيس: إن القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية برئاسة القاضي نواف سلام وأمرت فيه إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح فوراً أو أيّ أعمال أخرى، يشكل خطوة متقدمة على صعيد ردع العدو الإسرائيلي ومنعه من مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني. وننوه في هذا الإطار بشجاعة المحكمة ورئيسها، وبالقرار الذي يشكل سابقة مهمة في فضح العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي تنفذها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. وأكرر ما قيل في هذا الإطار أن على المجتمع الدولي أن يقرر إذا كان يريد العدالة أو إسرائيل.
وقال دولة الرئيس: شهدنا الأسبوع الفائت إطلاق احتفالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024"، وكانت مشهدية عربية رائعة ومقدَّرة، من لبنان عموماً وطرابلس والشمال بالأخص. فشكراً لجهود معالي الوزير محمد المرتضى على ما قدّمه لطرابلس ولبنان، وباسم الحكومة نشكر مكتب وزراء الثقافة العرب على اعتمادهم لبنان عاصمة للثقافة العربية، وإن شاء الله سنواصل أنشطة هذه السنة بتعاون كل الفعاليات الثقافية والفكرية و الفنية، وندعوها إلى أن تعتبر طرابلس متحفاً حياً للأنشطة الثقافية والإجتماعية والتراثية. وكان الحدث في المعرض الذي يحمل اسم الرئيس الشهيد رشيد كرامي. ويجب العمل على الإستفادة من المعرض بالصورة الفضلى التي يتيحُها موقعُه وهندستُه ووظيفتُه. ومن دواعي فرحِنا أن المعرض أُدْرِجَ مؤخَّرًا على قائمة التراثِ العالمي لدى منظمة الأونيسكو، وهذا يلقي علينا بلا ريب، مقدارًا عظيمًا من المسؤولية للحفاظ أولاً على إرث حامل اسم هذا المعرض وثانياً على هذا المعلم المعماري الفريد، واستعمالِه من ضمنِ الضوابطَ الفنيةِ والقانونيةِ المعتمدةِ، لتحقيق الوظيفةِ الوطنيةِ التي بُنيَ لأجلها.
جدول الأعمال
ثم باشر مجلس الوزراء دراسة جدول أعماله فأقر معظم البنود وأبرزها:
اطلع المجلس على التقارير الواردة من الوزارات بشأن موضوع النازحين، كما اطلع على كلمة معالي وزير الخارجية في اجتماع بروكسل بالأمس، وقد أكد دولة الرئيس أن موضوع النزوح السوري في لبنان هو من المواضيع التي يجمع عليها اللبنانيون برؤية واحدة في سبيل إنقاذ ديموغرافية لبنان والحفاظ على كيانه، وقد تجلى ذلك بالتوصيات الذي أقرّها المجلس النيابي الكريم وأحالها الى الحكومة، على أن يصار الى تشكيل لجنة برئاسة دولة نائب رئيس الحكومة للتواصل مع الحكومة السورية وعضوية بعض الوزراء سيقررها مجلس الوزراء في جلسته المقبلة. وأكد المجلس أن المساعدات الأوروبية للبنان ليست سوى تأكيد للمساعدات الدورية وهي غير مرتبطة بأي شرط.
تم التنويه بالإحتفالية التي جرت في طرابلس بإعلانها عاصمة للثقافة العربية، ووجّه مجلس الوزراء الشكر الى معالي وزير الثقافة على جهوده لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، وحضّ الوزراء جميعاً على التعاون معه.
طلب وزارة الدفاع الوطني الموافقة على الإستراتيجية البحرية المتكاملة للبنان ومسودة الدراسة التقييمية.
طلب وزارة الداخلية والبلديات الموافقة على مشروع مرسوم بشروط تحديد استبقاء الضباط والرتباء والأفراد والإختصاصيين بالخدمة الفعلية وفقاً لمضمون المادة 91 من القانون رقم 17 تاريخ 6/9/1990.
طلب المديرية العام لأمن الدولة الموافقة على مشروع مرسوم يرمي لإنشاء صندوق احتياط للمساعدة في تغطية فروقات نفقات الطبابة واستشفاء عناصر وضباط المديرية العامة لأمن الدولة، وأي حاجة ملحة أخرى يقررها مجلس القيادة.
طلب مجلس الجنوب الموافقة على تأمين اعتماد بقيمة 93 مليار و600 مليون ليرة لبنانية لدفع المساعدات لذوي الشهداء والنازحين من قراهم وبيوتهم نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية بعد 7 تشرين الأول 2023.
طلب وزارة التربية والتعليم العالي الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تعليق العمل بإجراء الإمتحان الموحد لتلامذة الصف الأساسي التاسع المنصوص عليه في المادة الثانية من المرسوم 15153 تاريخ 5/4/ 2024.
أقرّ مجلس الوزراء أيضاً سحب رخصة مدرسة "مانور هاوس".
كما تم إقرار بنود أخرى كانت مدرجة على الجدول وتم الموافقة عليها.
أسئلة وأجوبة
ورداً على سؤال قال: لقد سحبت رخصة مدرسة "مانور هاوس"، بناء لطلب الوزارة، لأنها تعمل من دون تجديد طلب الترخيص.
سئل: هناك مدارس يحصل فيها تحرش؟
أجاب: لا علاقة لسحب الرخصة بهذا الأمر بل هي أتت من ضمن عملية تنظيمية.
سئل: ذكرتم اليوم ما تقدم به وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في مؤتمر بروكسل، وهو غائب، وما هو مصير التلامذة الضباط الذين يتظاهرون أمام السرايا؟
سئل: أين وزير الخارجية؟
أجاب: لا يزال في بروكسل.
سئل: ولكنه لا يحضر الجلسات؟
أجاب: هذا لا يعيق عمل الحكومة حتى ولو كان لا يحضر، لأن جميع الوزراء الذين لا يشاركون في جلسات مجلس الوزراء يحضرون اجتماعات اللجان الوزارية، وهناك اتصال دائم معهم.
سئل: ما هي النقاط التي تسببت بسجال أو بنقاش في مجلس الوزراء؟
أجاب: لم يحصل سجال بل نقاش حيوي حول الموضوع السوري وموضوع النزوح والتقارير التي ترد من الوزارات، ولقد أرسلنا أيضاً من وزارة التربية تقريراً بشأن العبء الذي تتحمله الوزارة نتيجة تعليم أكثر من مئتي ألف تلميذ سوري في المدارس الرسمية، فلكل وزارة ناحية معينة نحاول النظر بها، لكن هذا الملف كبير والحكومة بدأت بأتخاذ الإجراءات.
سئل: هل سيكون هناك تنفيذ لخطة الحكومة برغم رفض الإتحاد الأوروبي بالأمس خطة العودة؟
أجاب: سيتم تنفيذ خطة الحكومة من خلال التصنيف الذي يتم وستبدأ القوافل بالعودة وهناك أعداد كثيرة ستعود بالتفاهم مع الجميع، مع احترام حقوق الإنسان والمعايير الدولية.
سئل: هل لا يزال موضوع فتح البحر للنازحين قائماً لدى الحكومة اللبنانية؟
أجاب: لم نتطرق لهذا الأمر. ولم يذكر.
سئل: هل سيكون التواصل مع الجانب السوري بشكل سريع؟ ولكون اللجنة لم تتشكل بعد فهذا يعني بأن التواصل لن يكون سريعاً؟
وعن مدى تجاوب وزراء "التيار الوطني الحر" مع دعوات رئيس الحكومة للمشاركة في الجلسات قال: "يبدو بأن هذا الموقف مبدئي لديهم ولم يحل بعد".