كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مؤتمر الإتحاد العربي للإنترنت والإتصالات - السرايا
الخميس، ١٣ حزيران، ٢٠٢٤
أيها الحفل الكريم
من دواعي سرورنا أن يعقد "الإتحاد العربي للإنترنت والإتصالات" مؤتمره الرابع بشأن الذكاء الإصطناعي والأمن السيبراني والتحول الرقمي في بيروت.
وهذا الأمر مدعاة سرورنا لعدة أسباب أبرزها وأهمها الثقة المستمرة بلبنان رغم كل الظروف المحيطة بنا وعلى حدودنا، كما أن انعقاد المؤتمر بوجود هذه الوجوه الكريمة من مختلف دول العالم وممثلي الشركات الناجحة دليل إضافي على المكانة التي يمثلها لبنان في محيطه وفي العالم، وعلى الطاقات البشرية الكييرة التي يكتنزها، والمنتشرة في كل دول العالم لتضيف الكثير من الخبرات والمهارات التي يتميز بها لبنان.
وسيكون لبنان في طليعة الدول المدرجة على خارطة المعارض واللقاءات الدولية، ونحن أيضاً نشكر الحاضرين على ثقتهم الثابتة بلبنان وعزمهم على البقاء الى جانبه ودعمه في مسيرة نهوضه.
الحضور الكريم
إن العناوين الأساسية التي سيعالجها مؤتمركم والمتعلقة بالتحوّل الرقمي والأمن السيبراني هي من الملفات الأساسية التي تعالجها الحكومة. فقبل أيام أطلقنا "الإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي في لبنان 2020-2030"، بجهد من وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية نجلا الرياشي. ونحن على قناعة أن هذه الإستراتيجية تشكّلُ حجرَ زاوية في مسيرة التقدم، َوترتبط ارتباطاً عضوياً بخطة الإصلاح والتعافي. كما أنها تلاقي استراتيجية مكافحة الفساد الجاري تطبيقُها بشكل منهجي وتدريجي. يمثّلُ تبني استراتيجية التحول الرقمي جواز عبور الى نمو اقتصادي من نوع مختلف، ويسهم اعتمادُها في إعادة شرايين الحياة الى الإدارة العامة ومختلف القطاعات. وهذه الخطوة نعتبرُها استراتيجيةً ومستدامة َالمفاعيل في المدى الأبعد وتؤسس للتماهي مع الثورة الصناعية الرابعة كما تعكس محوريّة تكنولوجيا المعلومات في جوهر السياسات العامة للدول والحكومات.
كذلك فإن موضوع الأمن السيبراني يشكل أحد أبرز الأولويات والتحديات التي تواجه لبنان ودول العالم بأسره. وتقوم اللجنة الوطنية للأمن السيبراني التي تضم مختلف الوزارات والإدارات المعنية بجهد كبير في هذا الإطار مع تجديد التزامنا بتأمين الفضاء السيبراني ضد الهجمات الأمنية السيبرانية الخبيثة بالتنسيق الوثيق مع كل الوزارات والأجهزة المعنية وبالتعاون مع الإتحاد الأوروبي وسائر الشركاء الدوليين.
فلا خيار أمامنا لمواجهة تهديدات الأمن السيبراني سوى بناء جسور من التعاون بين الجهات الفاعلة الحاسمة في القطاعين العام والخاص بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الدوليين. وما طرح هذا الملف على جدول أعمال مناقشاتكم اليوم إلا دليلاً على التنسيق المنظم وتبادل المعلومات لإنجاح جهود كل الأطراف في هذا الملف والإفادة من الخبرات اللبنانية في هذا المجال.
ختاماً، أتمنى لمؤتمركم التوفيق والنجاح وفقكم الله.