كلمة الرئيس ميقاتي في إفتتاح مصنع تجميع وإنتاج الأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية - الفنار
الخميس، ١١ تموز، ٢٠٢٤
أيها الحفل الكريم،
المناسبة إستثنائية، وفي ظروف إستثنائية نلتقي للإعلان عن افتتاح مصنع للإلكترونيات في جامعتنا الوطنية، إنها حقا خطوة رائعة، تترافق مع الجهود التي قامت بها الجامعة اللبنانية خلال فترة قصيرة، أعادت لها بريقها وموقعها العلمي والمهني المتميز داخلياً وخارجياً.
واليوم يعلن القيّمون على هذه الجامعة والعاملون فيها على اختلاف مسمياتهم، عن سعيهم لتحقيق التمايز في الصناعات التكنولوجية والبحث العلمي، ذلك أن مصنعاً للإلكترونيات في حرم الجامعة سيتحول إلى مكان للإبداع والإبتكار إضافة إلى عملية الإنتاج وسيكون له تأثير إيجابي على المجتمع الجامعي والصناعات الوطنية.
أيها الحفل الكريم،
بكل فخر واعتزاز نتشارك اليوم حفل افتتاح هذا المصنع في "مجمّع بيار الجميل الجامعي"، وهذه المبادرة تشكل تحولاً كبيراً في مسيرة الجامعة اللبنانية التي تخطو بثبات نحو تعزيز الإبتكار وتفتح آفاقا واعدة للأجيال الشابة عبر ربط التعليم بالخبرات التقنية العالمية ودعم الصناعة المحلية العالية الجودة، لتنافس مثيلاتها المستوردة، على يد خبراء وأساتذة وطلاب من داخل الجامعة.
إن افتتاح هذا المصنع، يأتي ثمرة تعاون مشترك بين الجامعة اللبنانية ومجموعة طلال أبو غزالة الدولية بشخص رئيسها الدكتور طلال أبو غزالة، الذي كنا ننتظر أن يكون معنا اليوم وتغيب بسبب وعكة صحية تعرض لها ونتمنى له الشفاء العاجل نرحب به بيننا ونوجه له تحية تقدير، وهو المؤمن بقدرة الشباب في الوطن العربي وفي لبنان على اكتساب المعارف التكنولوجية وتطويرها على أرض الواقع، إضافة إلى تبنّي تصاميم الأساتذه والخريجين ومنحهم براءات اختراع ووضعها ضمن خطوط الإنتاج.
أيها الحفل الكريم،
إن جامعتنا اللبنانية التي نعتز اليوم بوجودنا في صرحها العلمي للتشارك في إطلاق هذه البادرة الطيبة والمقدرة، لها عندنا مقام الصدارة والتقدير لإنجازاتها العلمية المعتبرة عالمياً، وذات التصنيف الاعتمادي الدولي. وهي المقام الذي تلتقي فيه أجيالنا البانية للمستقبل، والواعدة بالكثير من الخير والأمل بعزم وإرادة وزخم وطني.
هنا شباب يناضلون بالعلم والبحث والتخصص، وفي كل لبنان شابات وشباب، هم أبناء مجد الوطن الذي نؤمن بأنه سيكون أصلب وسيبقى دائماً أقوى، بتفاعل أبنائه ووحدتهم وحبهم للكرامة والحرية.
أقول إن الجامعة اللبنانية، بتوجيه ومتابعة حثيثة من معالي الوزير عباس الحلبي، وأوجه تحية خاصة الى رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران، والى أساتذة الجامعة بشخص الدكتور أنطوان شربل، وأؤكد أن الجامعة بما لديها من كفاءات وخبرات علمية وبحثية وإدارية تثبت أنها تمتلك نظاماً بيئياً مناسباً للإبتكار، وهذا ما سيشجع المستثمرين على التعاون مع الجامعة في مشاريع مماثلة.
وقبل الختام، لا بد لي من أن أشير الى أمر حيوي يهم جميع المواطنين، وأخذ حيزاً من النقاش في اليومين الماضيين. من على هذا المنبر أشكر رئيس الوزراء العراقي الذي لم يتردد نتيجة اتصالي معه بالأمس من أن بوعز باستمرار تزويد لبنان بالفيول العراقي. وهذه وقفة أخرى تجاه لبنان. وقد تواعدنا على لقاء قريب بإذن الله في بغداد بعد انتهاء مراسم عاشوراء لمتابعة هذا الموضوع وللعمل من أجل المزيد من التعاون. شكراً للعراق ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم لبنان في هذه المرحلة الصعبة.
مجدداً أهنئ جميع الذين عملوا على إتمام هذا المشروع الذي نحتفل بإطلاقه اليوم وليكن حافزاً للمزيد من العطاء. وسيبقى هذا اليوم محطة مميزة في ذاكرة الجامعة اللبنانية.