الرئيس ميقاتي: نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد وأن تكون المرجعية للدولة وحدها

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أننا نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة  وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه".


وشدد على "أن التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701، وأولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية".


مواقف رئيس الحكومة جاءت في خلال زيارته وزارة الخارجية والمغتربين، حيث اجتمع أولاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.


ثم عقد رئيس الحكومة اجتماعاً في حضور الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلي مع أعضاء السلك الديبلوماسي والإداري في الوزارة.


استهل الوزير بو حبيب اللقاء بكلمة قال فيها: دولة الرئيس يسرني ويسعدني، أنا وزملائي في الوزارة، تشريفكم وحضوركم بيننا اليوم، ونحن نفتح صفحة جديدة نستبشر بها كل الخير لوطننا الحبيب لبنان. لقد مرت علينا ظروف قاسية خلال الأشهر الماضية، وقد عملنا كوزارة بتوجيهاتكم وبالتنسيق معكم ومع الوزارات المعنية. كما كانت بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في قلب الحدث، ولم توفر الدبلوماسية اللبنانية المنتشرة في دول العالم كافة جهداً لإجراء الإتصالات مع العواصم المعتمدين لديها. كما ساهمت هذه البعثات وطواقمها، بالتعاون مع الجاليات والمؤسسات الأجنبية، في تأمين كل ما تيسر من احتياجات. إن هذا العمل التكاملي بين الوزارة وسائر الإدارات المعنية نموذج لما يمكن أن نحققه حين تتكاتف الجهود والطاقات.


أضاف: طموحاتنا كبيرة، وبالرغم من كل ما حدث فإننا محكومون بالأمل والرجاء، لا سيما في زمن الأعياد. نتطلع أن يحمل العام الجديد ولادة جديدة للبنان فيعود وطن النور، والإشعاع، والسلام. ثقوا بأن الدبلوماسية اللبنانية جاهزة لأداء رسالتها من أجل خير لبنان وازدهاره".


رئيس الحكومة


ثم تحدث رئيس الحكومة فقال: أردت في زيارتي لوزارة الخارجية أولاً أن أشكر معالي الوزير عبد الله بو حبيب الذي، رغم أن البعض يعتبر إنه لأسباب سياسية هناك نوع من الإختلاف في وجهات النظر، أؤكد أن وجهة نظرنا واحدة لأن اهتمامي واهتمامه هو لبنان الوطن وكيف يمكن إعادته لكي يكون حقيقة قادراً وفاعلاً ومشعاً للعالم.


لذلك أود أن أشكر الوزير بو حبيب على ما يقوم به، والشكر موصول الى كافة أعضاء السلك الديبلوماسي في وزارة الخارجية والذي يعمل ويتابع، كذلك الى الديبلوماسيين الذين يقومون بعملهم بأفضل شكل في الخارج، وأنا أتابع ذلك، من خلال كل التقارير الذي يرسلها لي وزير الخارجية والمرسلة من قبل السفراء في الخارج، وأعلم ما مدى المهنية الكبيرة الموجودة لدى معظم السفراء.


أضاف: "نحن مررنا ولا نزال نمر في ظروف صعبة، ولسوء الحظ لا يمكن أن نقول أنها ظروف مؤقتة ونحن نمر بها منذ فترة طويلة جداً. أنا أعتبر أن لبنان موجود في ممر بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، وكلما تهب عاصفة من أي اتجاه تمر في لبنان، وعندما تكون قوية جداً نحن كلبنانيين بدلاً من البقاء في منزلنا وإغلاق النوافذ علينا كي لا نتأثر بما يجري، فإننا ننزل الى الشارع للنظر إليها، ولم ننتبه أنه يجب علينا إغلاق نوافذنا لتفادي أضرار العاصفة".


وقال: علينا أن نكون حريصين على بعضنا البعض ونحافظ على وطنيتنا للتغلب على شكوكنا ببعضنا البعض والتدخل بأمور ربما ليست تعنينا.وكل واحد منا يركض عندما تهب العاصفة لأخذ وكالة حصرية من دولة أخرى ليكون وكيلاً حصرياً لها بلبنان. وعندما تتفق هذه الدول مع بعضها نحتاج الى وقت لتصفية هذه الوكالة الحصرية. إنكم تعملون بجسم وقلب وتفكير واحد، وإنكم على مقدار المسؤولية في هذه الظروف الصعبة".


تابع: "منذ يومين استقبلت رئيس لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي، واليوم استقبلت الجنرال الفرنسي المشارك في اللجنة، وكان تأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أي أراضي لبنانية تقدم إليها في الفترة الماضية، وهذا هو الأساس لنبدأ بالعمل الصحيح لإعادة السلام الى جنوب الليطاني ولكل الأراضي اللبنانية.


أضاف: نحن اليوم بأشد الحاجة لتضافر الجهود ولأن نكون جميعاً يداً واحدة وألا نتشاطر على بعضنا البعض. أكرر شكري للجهود الديبلوماسية التي قام بها الوزير بو حبيب وللديبلوماسيين على حركتهم المميزة رغم أنني أعرف ضآلة الإمكانات والظروف الصعبة. وبمناسبة قرب الأعياد أتمنى لكم عيد ميلاد سعيداً ومجيداً وأن يكون خيراً على لبنان.


ورداً على سؤال قال: إن موضوع التشكيلات الديبلوماسية مرتبط بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً أن معالي الوزير يقوم بسد بعض الثغرات بإجراءات مؤقتة.


ورداً على سؤال قال: إن التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701. أولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية.


أضاف: موضوع سحب السلاح يحتاج الى وفاق وطني. ونحن نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه.

الرئيس ميقاتي: ملتزمون تطبيق القرار ١٧٠١ وأدعو دول العالم والمؤسسات الدولية الى تحمّل مسؤولياتها

رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا، شارك  فيها وزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد مكاري، الدفاع الوطني موريس سليم، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الشؤون الاجتماعية نجلا رياشي، السياحة وليد نصار، الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد والتجارة أمين سلام، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.


كما شارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون.


كلمة رئيس الحكومة


بعد انتهاء الجلسة تحدث رئيس الحكومة فقال: بداية أتقدم بالتعزية بشهداء العدوان الاسرائيلي على لبنان، متمنياً الشفاء للجرحى والمصابين. على رغم هذا الوجع الكبير، وهول الكارثة التي حلّت بالوطن، لا يسعنا إلا أن نقول إنه يوم جديد نأمل أن يحمل معه السلام والاستقرار.


في هذا اليوم تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدّم، واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وفي طليعتها الجيش، الذي نعلّق عليه الآمال العريضة في بسط سلطة الدولة على كل مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب الجريح.


القرار


اضاف: في جلسة اليوم اتخذنا سلسلة المقررات الاتية: اكّد المَجلس مُجدّداً على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2024 في شقّه المُتعلّق بإلتزام الحكومة اللبنانيّة تَنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمُندرجاته كافّة لا سيّما ما يتعلّق بتعزيز إنتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقاً للترتيبات المُرفقة ربطاً (Arrangements) والتي صدرت بالأمس ببيان مشترك عن الولايات المُتحدة الأميركية وفرنسا والتي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذا القرار بعد أن أخذ المجلس علماً بها ووافق على مضمونها، كما واستناداً إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وترفعها وفقاً للاصول إلى  مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المُباشرة بتنفيذها.


ومن جهة ثانية، فإن الحكومة اللبنانية، وإذ تُثني على الدّور الذي تَقوم به قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، تُشدّد أيضاً على إلتزامها قرار مجلس الأمن رقم 2749 تاريخ 28/8/2024 لا سيّما لجهة التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701 والوقف التام للأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار عبر الخط الأزرق.


كما تقرر أيضاً، إبلاغ نسخة عن هذا القرار ومرفقاته إلى مجلس النواب للإطلاع وأخذ العلم.


وتابع رئيس الحكومة: إنه يوم جديد تُطوى فيه مرحلة من أقسى مراحل المعاناة، التي عاشها اللبنانيون في تاريخهم الحديث، لا بل كانت الاكثر قساوة وأملا.
نحن  اليوم  امام موقف  وطني و تاريخي، ونعيش لحظات إستثنائية نتبصَّر فيها إيجاد حلول جدية للوضع المأزوم الذي نعيشه.


المسؤولية كبيرة وجماعية في حجم المأساة، علينا جميعًا حكومة ومجلسًا نيابيًا وقوىً سياسية التكاتف والانخراط في ورشة الإصلاح وبناء دولة حديثة يتشارك الجميع في تدعيم أسسها. كفانا حروبًا ومآسي وكوارث.


منذ اليوم الاول لكارثة النزوح التي حصلت لم تتوان الحكومة عن الاضطلاع بدورها الكامل، وما تم تحقيقه عمل جبار تشكر عليه كل الوزارات والمؤسسات.


نشكر جهود كل الدول الصديقة والشقيقة التي ساعدت ولا تزال، على وضع خاتمة مشكورة لمحنة القتل والتدمير والتهجير .


معاً نستعيد ثقة العالم بنا ونعيد  ثقة اللبنانيين بالدولة ونؤكد المرجعية الامنية للجيش في الجنوب، بما يُسقطُ الحجج التي يختبئ وراءها العدو.


نحن أقوياء بالحق وبمحبة العالم للبنان ومتشبثون بسيادة الدولة بحراً وارضاً و جواً، خارج أي إنتهاك وتبريرات ساقطة.


اجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد.


كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.


من حق اهلنا ان يعودوا إلى ارضهم وبلداتهم ويعيشوا بسلام.


نحن مع اهلنا في الجنوب و البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى امتداد الوطن، لدعم حضورهم الاجتماعي وتحصين صمودهم بكل ما أوتيت الدولة من قوة. وسنواكب اوضاعهم ونعمل مع المجتمعات الصديقة لإعادة الإعمار وتحقيق عودتهم الكريمة إلى مناطقهم.


لبنان يستحق منا جميعا كل جهد وصبر وايمان بأن الغد سيكون مشرقاً و مفعماً بالرجاء وتضامن جميع ابنائه.


نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل شرط أن نضع خلافاتنا الظرفية جانبًا، وأن نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل.


اخواني اريد ان أقول كلمة من القلب الى جميع المواطنين في لبنان لنأخذ العبر من المرحلة الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية ونستعرضها سويا ونرى نصف الكوب الممتلئ.


أولا اتحدث عن الاحتضان الذي حصل بين اللبنانيين. الكل كان يراهن على الفتنة وعلى عدم قبول الاخر فرأينا، في كل المناطق على رغم اختلاف الاوضاع الاجتماعية وصعوبة هذه الأوضاع، كيف احتضن جميع اللبنانيين بعضهم البعض بكل محبة وخاصة في المناطق التي ربما كان البعض يعتقد انها من الصعب ان تستقبل الاخرين. فهذه عبرة يجب ان نأخذها بأن لا شيء يفرق بين اللبنانيين.


الامر الثاني، الجيش والدور الذي يقوم به حيث هناك 46 شهيدا من صفوفه عدا الجرحى الذين أصيبوا من جراء هذه الحرب، فالجيش  يقوم بواجباته في اصعب الظروف.


كما ان الامن الداخلي في لبنان كان مستتباً خلال هذه الفترة بشكل كامل نوعا ما لما نحن نمر به، كذلك القطاع الصحي والشهداء منه والمسعفين الذين أصيبوا خلال هذه المرحلة، إضافة الى ان القطاع الصحي استجاب رغم كل الظروف التي مرت وكما تعلمون لدينا اكثر من 15 الف جريح، فكان  القطاع الصحي قادرا على استيعابهم وتطبيبهم على المستوى المطلوب.


وكما اننا نأخذ مثل مطار بيروت الدولي والاستمرار بالعمل به، وهذه التجربة يمكن ان تكون مثمرة في المستقبل من خلال التعاون الذي حصل بين إدارة طيران الشرق الأوسط والحكومة اللبنانية حيث قدمت الحكومة ومجلس الوزراء كل ما يلزم للشركة من اجل الاستمرار في مهامها إضافة الى تأمين الامن في المطار، ولا بد لي ان اشكر إدارة "الميدل ايست" بشخص رئيسها محمد الحوت وكل الموظفين فيها، من ملاحين ومضيفين ومضيفات ومهندسين وعمال على شجاعتهم واصرارهم على ان يبقى هذا المرفق يعمل بكل ما للكلمة من معنى.


كما اشكر القطاع الخاص حيث لاحظنا، خلال هذه الفترة، استمرار توافر كافة المواد في الأسواق اللبنانية ولم ينقص شيئ، وهذا دليل بأن هذا القطاع هو حي وحيوي دائماً.


كما اشكر المؤسسات الأهلية التي تعاونت مع الدولة وقامت بواجباتها كاملة وهي عديدة وعملت بكل إخلاص من أجل مواجهة موضوع النازحين في هذه الظروف الصعبة. ان التضامن الوطني كان كاملا عند الجميع في هذا الظرف، ومن العبر التي اخذتها في هذه الفترة، وهي الأهم، هي التعاون بين رئاسة مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابي، فكان التعاون مع الرئيس بري من موقعه الوطني وبيننا نموذجيا أدى إلى ما وصلنا اليه اليوم. وفي هذه المناسبة اشكر الرئيس بري على كل الجهد الذي قام به في الفترة الماضية، وهو جهد كبير اتابعه وأعي تماما ما اقوله وادعو الله بأن يطيل لنا الله بعمره المديد.


وآمل اليوم بعد استعراض هذه الأمور أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، كما آمل بأن تؤدي الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية لما فيه خير هذا الوطن.

الرئيس ميقاتي: نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على لبنان

رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا، شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الصحة فراس الأبيض، البيئة ناصر ياسين، الاتصالات جوني القرم، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، الزراعة عباس الحاج حسن، الأشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين، الشباب والرياضة جورج كلاس. كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.


بعد الجلسة تحدث وزير الاعلام زياد مكاري فقال: في مستهل الجلسة تحدث دولة الرئيس فقال: تستمر الحرب الإسرائيلية الشرسة مستهدفة كل لبنان، بأهله وطواقمه الطبية والإسعافية، ومراكز العبادة والمستشفيات وكل مظاهر الحياة كما الاعتداءات على الجيش واليونيفيل، في خرق فاضح لكل النظم الأخلاقية والقوانين الدولية والقيم الإنسانية، واللبنانيون شهداء وضحايا. مع مطلع هذا الشهر دخل الوطن السنة الثالثة من الشغور في رئاسة الجمهورية، والأخطار تتفاقم ونحن لا نزال ننادي بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية، وهذه مسؤولية دستورية يتحملها الجميع.

 

أضاف: "نقوِّمُ إيجاباً نتائج القمة الروحية في بكركي وما صدر عنها من توصيات وما تحمله من دلالات عن تضامن المرجعيات الدينية لحماية لبنان بخصوصياته وتنوعاته وانقاذه من الحرب الاسرائيلية التي يتعرض لها كل لبنان. وفي هذا السياق أيضاً، ننوّه بالمواقف المُعبَرَة التي صدرت عن المرجعيات ونقول انها يجب ان تُسمَعَ دولياً وأن يُبنى عليها محلياً ولها عندنا كل تقدير. ونؤكد دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاق يؤسس لانتخاب رئيس للجمهورية".


وقال: الزيارات الرسمية الدولية والعربية التي يقوم بها المسؤولون الأجانب والعرب، كما زياراتي ولقاءاتي مع جلالة الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر ورئيس وزراء ايرلندا سيمون هاريس والرؤساء الذين شاركوا في مؤتمر باريس لدعم لبنان ورؤساء وزراء دول عربية وصديقة، تؤشر كلها إلى التضامن والاهتمام من الدول الكبرى الشقيقة والصديقة للبنان. ولكن للأسف فإن اسرائيل تضرب عرض الحائط بكل المحاولات الدولية لوقف اطلاق النار.


وباسم الحكومة ولبنان نشكر فرنسا على مبادرتها الانسانية والإغاثية ونثمّن دورها نحو دعم الجيش وتعزيز قدراته، ونتطلع إلى مزيد من مبادرات الدعم لتمكين لبنان من تجاوز هذه المحنة القاسية والحرب الاسرائيلية على لبنان.


أضاف: ندين ونحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار حرب الابادة الإسرائيلية على لبنان وتدميره للبلدات والقرى وقتله للمدنيين واغتياله لعناصر الجيش واستهداف الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الاغاثة والصحافية، إضافة إلى الاعتداء على اليونيفيل وما تمثله من شرعية دولية، بما يجعل استهداف اليونيفيل اعتداءً على المجتمع الدولي ومجلس الأمن. وهذا التدمير مستمر على المستشفيات والمدارس والمراكز التربوية.


أضاف: موقفنا وقرارنا هو الحفاظ على كرامة لبنان والحرص على احترام السيادة الوطنية بكل مظاهرها، جواً وبحراً وبراً وقراراتٍ دولية، ولن نتهاون ضد أي خرق و اعتداء. الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية والحضارة وخرق لكل المواثيق والشرائع الدولية. الحراك والتضامن الدولي السياسي والإغاثي مع لبنان كلها مبادرات أخوية مقدرة من الجميع من دون استثناء.


وقال: إن الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان، تحولت إلى جرائم ضد الإنسانية، والمدخل الرئيسي لأي حلٍّ مقبول من لبنان هو وقف الحرب علينا والتنفيذ الكامل للقرار 1701 والبدء بانتخاب رئيس الجمهورية، فينتظم عقد المؤسسات ونستعيد الاستقرار ونبدأ بورشة الإعمار وبناء كل ما هدمته الحرب. وفي هذا الاطار نحيّي بتقدير مواقف اللبنانيين التضامنية مع أهلهم وأهلنا الذين اضطروا لترك بلداتهم ومنازلهم. كما نثمّن جهود هيئة الطوارئ لإدارتها أزمة النزوح ومراكز الاستضافة بما يحفظ كرامة أهلنا ويقف الى جانبهم في هذه المحنة ويؤمّن وصول المساعدات بسرعة وشفافية. ونحيّي خصوصاً جهود منسق الهيئة الوزير ناصر ياسين ووزير الصحة فراس الابيض.


وقال دولة الرئيس: إننا نحيّي جهود وزير التربية في اطلاق العام الدراسي رغم الصعوبات التي تواجه الوزارة، كما نثني على ما قام به وزير الاتصالات لجهة التعاون لتأمين الانترنت لمراكز الايواء والمدارس.


أضاف: هذا الصباح صدرت النتائج الأولية للانتخابات الأميركية فلا بد من التوجّه بالتهنئة من الرئيس المنتخب والشعب الأميركي على ممارسته الديموقراطية.


ورداً على سؤال بشأن قرار وزير التربية المتعلق بالمدارس قال وزير الإعلام: لقد طلب الوزير الحلبي تأجيل الموضوع لمزيد من الدرس لكي لا يتم اتخاذ قرار في هذا التوقيت الحساس.


وعن تأمين الاعتمادات لتطويع 1500 عنصر من الجيش قال: الاعتمادات موجودة وليس هناك أي إشكال وتم إقرار هذا البند.


وعن اعتراض وزير الدفاع على البند المتعلق بالجيش قال: القرار التي تمت الموافقة عليه تعلمون مدى أهميته سياسياً ودولياً ومدى ارتباطه بتطبيق القرار 1701، والقرار صدر بتاريخ 14-8-2024  ورقمه 47 ويمكن الاطلاع عليه وما اتخذ اليوم هو تنفيذ لهذا القرار.


الوزير ياسين


‏وتحدث منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين فقال: في جلسة مجلس الوزراء اليوم تم عرض الوضع  المستجد نتيجة العدوان الإسرائيلي وحالة النزوح. حالياً هناك 44 ألف عائلة موجودة في 1138 مركز  إيواء بالإضافة الى 147 ألف أسرة في المنازل.


لقد عرضت برنامج الاستجابة الذي نقوم به وهو على ثلاثة مسارات، ونقوم به بشكل منسق وتعاون كبرنامج استجابة مشترك مع برامج الأمم المتحدة وخاصة منظمة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة. والبرنامج  يركز على العمل في كل مراكز الإيواء. أما المسار الآخر فمشكورة الدول العربية والصديقة التي قدّمت مساعدات عينية ويتم تنسيقها عبر لجنة الطوارئ، وهي ترسل عبر المحافظين، وتم حتى الآن ارسال حوالى 128 ألف حصة، تشكل نسبة قليلة من الحاجات مقارنة مع الأسر الموجودة، ويتم ذلك بشكل شفاف ولا يوجد ملايين الأطنان كما تقول بعض المنصات الإعلامية ولا يوجد طحين عراقي فقط ومشكورة دولة العراق على تعهدها بإرسال مساعدات من الطحين ولكن ما يقال في الإعلام لا يزال غير دقيق،  ويجب التدقيق في هذا الأمر عبر مصدر واحد هو لجنة الطوارئ، وهناك منصة موجودة في رئاسة مجلس الوزراء توضح كل هذه الأمور بشكل واضح وشفاف.


كما أن هناك مساراً ثالثاُ للمساعدات عبر هيئة الإغاثة ومجلس الجنوب ووزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة، فكل ما يتم توزيعه يجب أن ينشر عبر هذه المنصة بتوجيه من الرئيس ميقاتي، وسيصدر تعميم بهذا الموضوع.


أما بالنسبة لموضوع التدفئة فقد أقر مجلس الوزراء إعطاء سلفة لمنشآت النفط بناءً على دراسة قمنا بها في اللجنة بالتعاون مع وزارات الطاقة والشؤون والتربية والمحافظين لتموين 541 مركز إيواء في مناطق ترتفع أكثر من 300 متر في الجبال والبقاع والداخل لتأمين المازوت للتدفئة وهذا الأمر ستؤمّنه الحكومة.


وهناك موضوع له علاقة بلجنة الطوارئ وسيصدر قرار بتوسيع هذه اللجنة لتضم عدداً أكبر من الوزراء وليكون العمل بشكل تشاركي لمتابعة كل القضايا.


وختاماً أؤكد أن المنصة تقوم بنشر كل المعلومات بشكل شفاف وأدعو كل الإعلاميين الاطلاع عليها لمعرفة كل المساعدات التي يتم توزيعها.


وقال: ان العمل مستمر لتطبيق وتنفيذ كل مقررات مؤتمر باريس وكل المساعدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر. كما ان هناك اجتماعاً سيعقد الأسبوع المقبل، وهناك عمل مع المانحين لعقد مؤتمر مصغر لتفعيل هذه المقررات.


الوزير شرف الدين


وأعلن وزير  المهجربن عصام شرف الدين أن الحكومة السورية، ومع دخول نحو 400 ألف نازح سوري إلى سوريا تسهّل عملية العودة وهذا أمر لافت للنظر، وهي تعتمد على الأوراق الصادرة عن الأمن العام اللبناني وقد قدمت الكثير من التسهيلات. وتمنّينا على وزير الإدارة المحلية الذي هو رئيس هيئة الإغاثة في سوريا الاستمرار بالتسهيلات تجاه النازحين رغم قصف معبري  المصنع وجوسي، ووعدونا بكل التسهيلات التي قدموها خلال الفترة السابقة.


وقال: "أود أن ألفت النظر بأنه يعبر عبر سوريا عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين وتُشكر الدولة السورية التي تسهّل أمرهم، واليوم هناك قافلة في حمص للبنانيين النازحين الذين يقصدون بغداد، والعراق استضاف لغاية الآن نحو 32 ألف نازح والعراق يقدم مساعدات وسوريا أيضاً رغم الضائقة الإقتصادية، فكل الشكر لهاتين الدولتين الشقيقتين".

الرئيس ميقاتي أمام مجلس الأمن: للبنان حق في الإستقرار والأمن وإستعادة أراضيه المحتلة

عبّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من نيويورك عن ترحيبه بالنداء المشترك الصادر بمبادرة من الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا، وبدعم من الإتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، وقال: تبقى العبرة في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية.

كلمة رئيس الحكومة

وكان رئيس الحكومة ألقى كلمة خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي هنا نصها:

السيد الرئيس،

أود في البداية أن أعبر عن امتناني العميق للجمهورية الفرنسية على دعوتها لعقد هذه الجلسة المهمة لمجلس الأمن في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان. كما أشكر سلوفينيا رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر على تلبيتها لهذه الدعوة. وأشكر سعادة الأمين العام على الإحاطة التي قدمها في بداية هذه الجلسة.

لقد كانت فرنسا دائمًا صديقة وفية للبنان وشعبه، وقد وقفت إلى جانبنا في أصعب الظروف. وخير دليل على ذلك الجهد المخلص الذي تقوم به فرنسا الآن بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل إصدار بيان مشترك مدعوم دولياً لوضع نهاية لهذه الحرب القذرة.

كما أود أن أعبر عن شكري للجزائر الشقيقة ممثلة المجموعة العربية في مجلس الأمن على دعمها المستمر لنا، وأشكر جميع أعضاء هذا المجلس الكريم على دعمهم المستمر لسيادة لبنان ووحدته واستقراره، كما أنتهز هذه المناسبة لأشكر جميع أعضاء هذا المجلس على دعمهم لقرار تمديد ولاية اليونيفيل بناء لطلب لبنان.

السيد الرئيس،

نحن اليوم، في لبنان نواجه إنتهاكاً واضحاً لسيادة الدولة اللبنانية وحقوق الإنسان عبر الممارسات الوحشية للعدو الإسرائيلي بحق دولتنا وشعبنا اللبناني، من خلال إستباحة سيادته عبر إطلاق طائراته ومسيراته في سمائه، وقتل المدنيين فيه شباباً ونساءً وأطفالاً، وتدمير المنازل، وإرغام العائلات على النزوح في ظل ظروف إنسانية قاسية. هذا عدا عن بث الترهيب والرعب في نفوس المواطنين اللبنانيين وذلك على مرأى من العالم كله دون أن يرفّ لهم جفن. وللأسف عدد الشهداء المدنيين الأبرياء والجرحى في إرتفاع مستمر، فالمئات من المدنيين قد فقدوا حياتهم في غضون أيام قليلة، والمستشفيات أصبحت غير قادرة على إستقبال المزيد من الجرحى.

لبنان اليوم ضحية عدوان إلكتروني، سيبراني، جوي، وبحري، وقد يتحول إلى عدوان بري بل إلى مسرح لحرب إقليمية واسعة، وآمل أن أعود إلى بلدي متسلحاً بموقفكم الصريح الداعي لوقف هذا العدوان وإحترام سيادة بلدي وسلامته.

ما نشهده اليوم هو تصعيد غير مسبوق، مع اللجوء إلى وسائل وآليات جديدة لا سيما الإلكترونية لإلحاق الأذى بأبناء شعبي. إن المعتدي يزعم أنه لا يستهدف إلا المسلحين والسلاح ولكني أؤكد لكم أن مستشفيات لبنان تعج بالجرحى المدنيين وبينهم العشرات من النساء والأطفال.

أمام ذلك يبقى السؤال: من يضمن عدم حصول هكذا إعتداءات على دول أخرى إذا لم تُتّخذ إجراءات رادعة وعقابية حاسمة بحق المعتدي؟

من يكفل لنا كدولة لبنانية أو أية دولة أخرى سلامة غذائها ومائها وأي مواد تدخل أراضيها من أي ضرر؟

السيد الرئيس،

إن هذه الأحداث لا يمكن فصلها عن تاريخ طويل من النزاعات والإنتهاكات التي عانى منها لبنان منذ عقود. وقد شكّلت الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية إنتهاكاً صارخاً لسيادتنا الوطنية وحقوقنا كدولة عضو في الأمم المتحدة. إن هذا الوضع ليس جديداً، فلبنان قد مرّ بفترات طويلة من التوترات والإعتداءات التي كانت تهدد إستقراره وسلامة مواطنيه. لكن لبنان يبقى عاصياً على كل التحديات واللبنانيون واجهوا ويواجهون بشجاعة كل الإعتداءات على كل حبة من تراب الوطن.

السيد الرئيس،

إنني أتحدث بإسم لبنان، ووجودي هنا ليس لتقديم شكوى فقط ولا لتقديم عرض مفصل عن عدد الشهداء والجرحى والدمار الذي هجر البشر ودمر الحجر، فذلك مثبت للرأي العام العالمي بالصوت والصورة. وإنما وجودي هنا للخروج من هذه الجلسة بحل جدي يقوم على تضافر جهود جميع أعضاء مجلس الأمن للضغط على إسرائيل لوقف فوري لإطلاق النار على كل الجبهات وعودة الأمن والإستقرار لمنطقتنا.

السيد الرئيس،

الشعب اللبناني يرفض الحرب ويؤمن بالإستقرار ويعمل من أجل المستقبل. ولبنان دولة مؤسسة للأمم المتحدة وهو من المساهمين في وضع ميثاقها، كما شارك لبنان في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عبر الدكتور شارل مالك. إن هذا الإسهام يعكس إلتزام لبنان العميق بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية. واليوم، وبإسم هذه القيم التي جمعتنا تحت مظلة الأمم المتحدة، جئنا لنؤكد على حق لبنان في الإستقرار والأمن والأمان، وحقه في السيادة والدفاع عنها، وحقه في إستعادة أراضيه المحتلة.

السيد الرئيس،

إن التوترات الحالية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات طويلة من النزاعات والإعتداءات التي لم تجد حلولًا جذرية. إن إسرائيل لم تتوقف عن إنتهاك قرارات الأمم المتحدة التي صدرت على مدى سنوات عديدة، وخصوصاً القرار 1701، الذي كان من المفترض أن يشكل إطاراً لتحقيق الإستقرار الدائم في جنوب لبنان. لكن للأسف، ما زلنا نرى الإنتهاكات الإسرائيلية لسيادتنا على مدار الساعة، براً وبحراً وجواً. إن هذه الإنتهاكات المتكررة تقوض كل جهود الإستقرار، وتعرض المنطقة كلها لخطر الإنفجار في أية لحظة.

من هنا، نؤكد إلتزام الحكومة اللبنانية بالقرار ١٧٠١ الصادر عام ٢٠٠٦ عن مجلسكم الكريم الذي أطالبه اليوم بالعمل الجاد والفوري لضمان إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف الإنتهاكات التي تتكرر يومياً.

كما نؤكد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل فوري، لأن تداعيات ما يجري هناك تنعكس بشكل مباشر على الوضع في لبنان والمنطقة وهي لن تقف عند حدوده وإنما قد تشمل كل الشرق الأوسط إن لم يتم معالجتها بالسرعة الممكنة. إن عدم التوصل إلى حل، من شأنه أن يجعل الأمور أكثر تعقيداً. فإستمرار هذا العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد، وهو ما لا يخدم مصلحة أي طرف في هذه المعادلة المعقدة.

السيد الرئيس،

إن الأمم المتحدة وُجدت من أجل تعزيز الإستقرار ولكن ما نشهده اليوم هو أن العالم ما زال عاجزاً عن وقف المأساة الإنسانية المستمرة في منطقتنا. لذا، وبإسم الشعب اللبناني نضع مجلسكم الكريم أمام مسؤولياته الكاملة لإتخاذ موقف فوري وحاسم ينهي المعاناة المستمرة لشعبنا، تمهيداً لتعبيد الطريق أمام الحلول الديبلوماسية. لبنان لا يطلب معروفاً، نحن نطالب بحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي، حقنا كلبنانيين في العيش بأمان، حقنا في حماية سيادتنا الوطنية، وحقنا في مستقبل يُبعِد عن أطفالنا شبح الحروب وأهوال الصراعات. إني أتوجه إلى مجلسكم الكريم وإلى المجتمع الدولي وأقول أنه حان الوقت لرفض العنف والحروب وتطبيق القرارات الدولية بحيث أن لا تبقى حبراً على ورق. الأدوات موجودة وما نحتاجه الآن هو الإرادة الصادقة والتعاون الفعال. دعونا لا نضيع هذه الفرصة، يجب أن نتحرك الآن لأننا لا نستطيع تحمل خسارة جيل آخر بسبب الحرب.

وشكراً السيد الرئيس.

7 الصور
إطبع


الرئيس ميقاتي رعى افتتاح مصنع تجميع وإنتاج الأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية في الفنار
الخميس، ١١ تموز، ٢٠٢٤

رعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حفل افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة الكترونية، في الجامعة اللبنانية - مجمع بيار الجميل - الفنار، بدعوة من رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران وفي حضور وزراء: الصناعة جورج بوشيكيان، التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري والشباب والرياضة جورج كلاس، ممثل رئيس مجموعة طلال أبو غزالة العالمية الدكتور طلال أبو غزالة برهان الأشقر، مديرة المصنع الدكتورة منال خاطر ونواب حاليين وسابقين وشخصيات صناعية واقتصادية وأكاديمية وحشد من أساتذة الجامعة وموظفيها والطلاب. وقد قدمت الحفل الإعلامية ربى حمية.

بدران

افتتاحاً النشيد الوطني فنشيد الجامعة اللبنانية، ثم ألقى بدران كلمة قال فيها: "يسعدني أن نلتقي اليوم لمناسبة حدث استثنائي في تاريخ الجامعة. ما ندشن الآن يتجاوز مجرد الإنطلاق بتعاون ناجح مع مؤسسة ناجحة. نحن نفتتح عهداً جديدا تتحول فيه الجامعة اللبنانية إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة من خلال دخولها ميدان التصنيع بقوة وتصميم. ننطلق مرتكزين على قواعد واقعية تتمثل بثقتنا بإمكانات وكفاءات وكوادر الجامعة من أساتذة وباحثين وطلاب متفوقين".

أضاف: "إذا كان لنا أن نصف هذا اللقاء اليوم في مجمع بيار الجميل الجامعي، فإن حضوركم يشكل لقاءً وطنياً جامعاً بامتياز في جامعة الوطن "الجامعة اللبنانية". إنه يوم استثنائي يسجل في التاريخ المشرق للبنان وللجامعة اللبنانية، التي استعادت تألقها وحيويتها العلمية والأكاديمية بفضل هيئاتها الأكاديمية والإدارية، التي تتحمل في قلبها وعقلها قيم التضحية والوفاء، والتي حافظت على المراكز ال 68 الموزعة على مساحة الوطن بين كليات وفروع ومعاهد وشعب ومراكز".

وتابع: "مع هؤلاء، استطعنا أن نقود السفينة إلى بر الأمان رغم العواصف التي اعترضتنا، من جائحة كورونا إلى الإنهيار المالي الذي قلص موازنة الجامعة من 240 مليون دولار إلى أقل من عشرة ملايين، قبل أن تحصل على الموازنة الكاملة هذا العام، إضافة إلى هجرة بعض الكفاءات التي نأمل أن نستعيدها في أقرب وقت. هذا العبور الآمن، ما كان ليتم لولا دعمكم دولة الرئيس، وحرصكم وإيمانكم بأهمية الجامعة اللبنانية وثقتكم بدورها الوطني الرائد. وأشير بالمناسبة إلى العديد من الإنجازات التي حققتها حكومات الرئيس ميقاتي منذ السلسلة الشهيرة عام 2011، مروراً بتفرّغ 1213 أستاذاً عام 2014 والتي دفعت بالعديد من الأساتذة لترك الجامعات التي عملوا بها في الخارج، وعادوا إلى رحاب جامعتهم الأم وصولاً إلى اليوم، مع الملاك والدعم المالي للجامعة ولصندوق تعاضد أساتذتها وغير ذلك الكثير، ونحن نأمل الكثير منه بعد".

وقال: "هذا الدعم الذي تتشاركونه مع دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري. فشكراً من القلب، والشكر موصول لمن يجب أن نناديه بـ"صديق الجامعة" معالي وزير التربية، الشريك في كل إنجازاتها والميسّر لكل طلباتها واحتياجاتها. هذه الحاضنة الإستثنائية للجامعة اللبنانية، إضافة إلى الجهود والتضحيات المخلصة لكل العاملين على اختلاف مسمياتهم، أوصلتها إلى أن تكون اليوم بحسب تصنيفات QS العالمية للعام 2025: الأولى في السمعة الأكاديمية في لبنان، والأولى في السمعة المهنية لخريجيها في لبنان. وقد تقدمت خلال السنوات الثلاث الماضية 200 نقطة على الكثير من الجامعات العالمية الراقية، وحتى على جامعات العدو الإسرائيلي".

وأردف: "لأن نشيد الجامعة يبدأ بعبارة "إلى العلا دعوتنا..."، ولأننا مصرون على التطور والتقدم والتميز، نعلن اليوم أننا الجامعة الأولى في المنطقة التي تدخل في مجال الصناعات الإلكترونية، وتفتح مصنعها الخاص داخل الحرم الجامعي، والفضل في هذا المشروع يعود إلى أحد أبرز الشخصيات العالمية في مجالات التنمية الإقتصادية، وصاحب الحس التاريخي والرؤية المستقبلية لنهضة المنطقة العربية، في سياق عالم ناشئ قائم على المعرفة. إنه الفلسطيني، العربي، اللبناني الدكتور طلال أبو غزالة، الحاضر بيننا اليوم، وهو القائل "أنا مكتوب عليّ، صنع في لبنان". واليوم، ومع سعادة الدكتور أبو غزالة نطلق مشروعنا المشترك "صنع في الجامعة اللبنانية".

وتابع: "نعم معالي وزير الصناعة الأستاذ جورج بوشكيان، صنع في الجامعة اللبنانية أصبح حقيقة، بفضل ما قدّمتموه من تسهيلات لكي نصل إلى هذا اليوم، فشكراً أيضاً من القلب، والشكر موصول للهيئات القضائية التي سهّلت تطويع النصوص القانونية لجعل هذه الشراكة ممكنة قانونياً".

وأكد بدران "أن إعلان الخطة الإستراتيجية 2024 – 2028 التي تتضمن التحول إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة، أصبح واقعاً مع تعزيز المراكز الصحية والعيادات والفحوصات المخبرية وطبابة الأسنان، وصولاً إلى افتتاح مصنع الإلكترونيات اليوم"، وقال: "صحيح أن الجامعة في هذه الخطة تعمل على تنويع مصادر موازنتها، لكننا اليوم وفي افتتاح هذا المصنع لا نقف عند حدود المردود المالي. ما يحصل اليوم هو أهم بكثير، فنحن نقوم بنقل التكنولوجيا، ونعزز المهارات المهنية والبحثية لطلابنا ونشجع الإبتكار".

وختم: "يقول أبو الطيب المتنبي "على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم". إن نجاحنا اليوم ما كان ليصل إلى خواتيمه السعيدة دون دعم رجل العزم دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ودون مكرمة مجلس الوزراء مجتمعاً، وأخص هنا معالي وزير التربية القاضي عباس الحلبي، ودائماً وأبداً بدعم ونباهة دولة الرئيس نبيه بري، وجميع الغيورين على جامعة الوطن. فالنجاح لا يتحقق بالأمنيات، بل الإرادة هي من تصنع المعجزات، والإبداع ليس مصادفة، بل هو ثمرة الإلتزام بالتميز والتخطيط السليم والجهود المركزة. إن هذا النجاح هو عربون وفاء لأهل الجامعة اللبنانية بثالوثها المقدس: أساتذة، موظفين وطلاب. عهدنا إليكم أن تكون هذه المحطة المضيئة البداية في رحلة التطوير والتألق بجامعتنا إلى العلا. أخيراً أود أن أشكر كل الجنود المجهولين الذين عملوا على إنجاز هذا المشروع وأعدكم، دولة الرئيس أن تكون الجامعة اللبنانية أول مؤسسة عامة تبدأ عملية التحول الرقمي الكامل في القريب العاجل، لأننا ننشد العلا".

أبو غزالة

واعتذر الأشقر عن عدم حضور الدكتور أبوغزالة "بسبب تعرضه لحادثة، وهو الآن يخضع للعلاج في المستشفى وحالته جيدة. وندعو الله له بالشفاء العاجل، وأن يكون بين أهله في لبنان في أقرب وقت إن شاء الله".

وقال: "كم كان يتمنى أن يكون بيننا اليوم في هذا الحدث الكبير وهذا الجمع العظيم، لينقل لكم رسائل فخر واعتزاز كان يودّ سعادته الحديث عنها في كلمته اليوم، التي أوجزها في عبارات موسومة بالشكر والعرفان للبنان، هذا البلد الذي احتضنه لاجئاً عام 1948 وهو في العاشرة من عمره في جنوب لبنان في بلدة الغازية التي يعتبرها عاصمة العالم. ويسأل الله أن يساعده على رد الجميل".

وألقى الأشقر كلمة أبو غزالة، مستهلاً بالقول: "أقدم نفسي لكم مواطناً عربياً صنع في لبنان"، فشكراّ لبنان لاستضافتي وتعليمي وتثقيفي وبنائي. لقد انطلقت منه الى العالم، وأعود اليوم دون انقطاع بعد نصف قرن لأعلن عن إقامة مصنع الأجهزة الالكترونية ... الكومبيوتر والتابليت والهاتف الذكي".

أضاف: "هذا المصنع هو شراكة مع لبنان ممثلاً بالجامعة اللبنانية، وأقدم هذا المصنع وتمويله هدية الى لبنان الحبيب بهدف التعبير عن فضل لبنان الذي صنعني".

بوشكيان

وعبّر وزير الصناعة عن "فخره وسعادته بالمشاركة في افتتاح أوّل مصنع تجميع وإنتاج للأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية، في مبادرة جريئة وخطوة طموحة ورؤية مستقبلية وواعدة، تصبّ في تحقيق التكامل الحقيقي والشراكة الفعليّة بين حلقة الانتاج والتعليم الأكاديمي والطلاب والقطاع الخاص".

وقال: "هذا المشروع فريد في الجامعات اللبنانية التي لم تصل بعد إلى هذه المرحلة من استخدام مختبراتها وقدرات جسمها البشري، سواء الأساتذة أو الطلاب، لتشغيل مصنع مجهّز بالكامل للتصميم وإنتاج الأجهزة الإلكترونية المطلوبة بقوّة في الأسواق المحلية والخارجية".

وتابع: "تأسّس هذا المصنع نتيجة تعاون وتكافل بين الجامعة اللبنانية التي قدّمت المكان والمختبرات واليد العاملة التي هي في الحقيقة طلابها بإشراف الدكاترة، وبين مجموعة طلال أبو غزالة العالمية".

أضاف: "هنيئاً للبنان بهذا الإنجاز الكبير الذي سيموّل ذاته بذاته ويحقّق الأرباح، ويرفع اسم الجامعة عالياً، كما يعلي شأن مجموعة أبو غزالة ويضيء مسيرتها وإنجازاتها أكثر فأكثر".

وأردف: "إذا عدنا بالتاريخ بعض الشيء الى مرحلة تأسيس الجامعة اللبنانية والى انطلاقة الدكتور أبو غزالة، فنرى أنّهما يتشاركان التصميم ذاته والإرادة الصلبة والثبات الحقّ في جعل الجامعة والمجموعة ركنين أساسيّين ملهِمَين للنهضة والنمو والتقدّم والإزدهار والعلم والرفاهية والإبداع والإبتكار".

وقال: "لمّا اطّلعت على المشروع، عرضت المساعدة كوزير للصناعة، وعملت على قوننة المصنع، ورحّبت جدّا وهنّأت أصحابَه على الفكرة الإبداعية. ولقد عملنا معاً، ودفعنا باتّجاه تحقيق هذا المصنع الرائد الذي يعزّز التكنولوجيا والصناعات الإلكترونية الحديثة والمتطوّرة في لبنان، والتي تنساب بسهولة في الأسواق، وتلبّي المعايير الأكثر تطلّباً من حيث الجودة ومحاكاة التقنيات بخبرات ومهارات عالية".

وأشار إلى أن "المشروع سوف يتماشى مع تسجيل الحكومة برعاية الرئيس ميقاتي إنجازَ تحويل المعاملات الإدارية الورقية الى إلكترونية، وذلك باعتماد الـ e-government، بعد جهود استمرت منذ العام ٢٠٠٢ على هذا الصعيد".

الحلبي

من جهته، قال وزير التربية: "لا أبالغ إذا قلت إن هذا اليوم هو تاريخي في الجامعة اللبنانية. اليوم هو بالتأكيد ليس عادياً، فكيف لا وهو ينقل الجامعة إلى مرحلة جديدة ويحوّلها إلى مؤسسة جامعية منتجة ويرفع من جودتها الأكاديمية والعلمية ويضعها في مصاف الجامعات التي تجمع بين العلم والتكنولوجيا. وفي هذه المناسبة التي أعتبرها مجيدة مع افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة الكترونية بدعم من مؤسسة طلال أبو غزالة للتقنية، وبرعاية مباشرة من دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، فالدكتور طلال، وقد منحته في الأمس الجامعة اللبنانية الدكتوراه الفخرية، هو يؤكد في كل مناسبة حبه للبنان، واليوم انطلاقاً من الدور الذي يضطلع به ومشروعه الدائم للنهوض عربياً، فإننا ننتقل بجامعتنا إلى الانتاج مع بدء وصول الأجهزة وقطع الغيار والآلات ولننطلق بثبات نحو آفاق جديدة".


أضاف: "في هذه المناسبة لا نكتفي بتقديم الشكر لطلال أبو غزالة، فهو الرجل صاحب الرسالة الإنسانية الذي يعطي ويمنح، ويحمل على كتفيه همّ النهوض وتطوير المجتمعات العربية ونقلها إلى مصاف الحداثة ومواكبة التكنولوجيا الرقمية في العالم، وهو الذي منح جامعتنا الوطنية وسام التصنيع الإلكتروني وإنتاج الأجهزة الذي نحتفل بافتتاح مصنعه هنا في مجمع بيار الجميل الجامعي في الفنار، هذا الصرح الأكاديمي الذي بات عريقاً بين المجمعات الجامعية، إيماناً منه بالجامعة وبكفاءاتها وجودتها الأكاديمية، وهي ستكون على قدر الثقة بتأكيد قدرتها على طرق أبواب العالمية".

وتابع: "قبل سنة بالتمام والكمال وُقعت الإتفاقية مع المؤسسة التي وفت بتأمين كل المستلزمات المطلوبة لافتتاح هذا المصنع، الذي نعوّل عليه ليس لتعزيز دور الجامعة فحسب، بل لكل لبنان ولشبابه ولخريجيه. وكنا احتفلنا في الإدارة المركزية للجامعة للتأكيد على انطلاق المشروع والتصميم على إنجازه، ولتسجيل انحيازنا إلى جامعتنا الوطنية التي تحتضن عشرات آلاف طالبات وطلاب لبنان والعالم العربي. وبدءاً من اليوم نستطيع القول أن الجامعة ستكون مؤسسة منتجة، وتتخطى كل الصعاب والظروف المعقدة في بلادنا، إذ أننا نحتفل ونمنح شعلة أمل للبنان في ظل الأوضاع الصعبة والإنقسامات والخلافات السياسية والفراغ الرئاسي، والأهم أننا نرفع بهذا المصنع عنوان التحدي والصمود في وجه الاعتداءات الإسرائيلية ضد أهلنا في الجنوب، والتي طالت المدارس والمؤسسات التعليمية وهجّرت التلامذة والأهالي من قراهم".

وقال: "إن افتتاح هذا المصنع سيعطي دفعاً للجامعة اللبنانية التي صمدت بهمة أهلها ورئيسها الدكتور بسام بدران، وأحييه على العمل الذي أنجزه خلال سنتين ونصف من توليه الرئاسة، وهو الذي غيّر صورتها ونقلها إلى مستوى متقدم، والذي يعمل بالتنسيق معنا في غياب مجلس الجامعة على إعادة رفع مستوى الجامعة وتعزيز وظيفتها الأكاديمية والبحثية، فيأتي هذا المصنع ليضاف الى مختبرات الجامعة وهيئتها التعليمية وأهلها، والتي أثبتت قدرتها على مواكبة كل جديد. وها نحن في هذا المجمع الذي يحتضن مصنع  إنتاج الأجهزة الإلكترونية من شركة طلال أبو غزالة، سيوفّر فرصاً للتدريب التقني العملي لطلاب الجامعة وغيرهم، مع دمغته "صنع في لبنان" والدكتور طلال يقول إنه صنع في لبنان".


وأكد الحلبي "أن افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة إلكترونية في الجامعة بدعم من شركة طلال أبو غزالة للتقنية، سيعطي الجامعة اللبنانية صفة جديدة هي الإنتاجية التي تضاف إلى وظيفتها الأكاديمية، وهو يؤسس لمسار نعمل عليه لاستعادة رياديتها، بالتوازي مع الجهود التي تُبذل للحصول على أنظمة الاعتماد العالمية، لتعزز فرص طلابها وخريجيها في أسواق العمل. وأستطيع أن أؤكد، بعد نحو ثلاث سنوات من تولي مسؤوليتي في التربية، أن الجامعة كانت ولا تزال في صلب اهتماماتي، وشكلت أولوية مطلقة في خططنا بالتوازي مع النقلة التي أحدثناها في التعليم العالي. وأجزم بأن تطوير الجامعة وتعزيز صمودها الذي عملنا عليه مع رئيسها، كان للهيئة التعليمية وأهل الجامعة بكل فئاتها ومكوناتها دور أساسي في عودتها الى النهوض، رغم أن هناك العديد من الملفات التي تحتاج الى متابعة وإقرار وأبرزها ملف التفرغ الذي نعمل على تذليل تعقيداته لنتمكن من رفعه الى مجلس الوزراء لإقراره وكذلك ملف العمداء".

وذكر أنه "قبل سنة ومن على منبر الإدارة المركزية للجامعة، قلت إن الجامعة تفتح صفحة جديدة، شاءت الأقدار أن تكون مبادرة مجموعة طلال أبو غزالة فاتحتها، لكنها ترتكز على إنجازات حققتها متحدية الظروف الصعبة. واليوم مع هذا المصنع وفي ظل سنة جامعية طبيعية لم تشهد أي إضرابات، نستمر في تعهدنا بحماية الجامعة وفتح صفحات من الإصلاح والتطوير لترسيخ موقعها في التعليم العالي كجامعة أكاديمية للبحث العلمي".


وختم الحلبي "بالتحية والشكر للصديق طلال أبو غزالة ودوره الوطني والعربي ومؤسسته النهضوية"، وقال: "أشد على أياديكم كما أشكر صاحب الرعاية دولة الرئيس على حضوره ودعمه المتواصل للجامعة وللتربية والتحية الكبرى للجامعة اللبنانية وأهلها".

ميقاتي

ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة جاء فيها: "المناسبة إستثنائية وفي ظروف إستثنائية نلتقي للإعلان عن افتتاح مصنع للإلكترونيات في جامعتنا الوطنية، إنها حقا خطوة رائعة، تترافق مع الجهود التي قامت بها الجامعة اللبنانية خلال فترة قصيرة، أعادت لها بريقها وموقعها العلمي والمهني المتميز داخلياً وخارجياً".

أضاف: "اليوم يعلن القيّمون على هذه الجامعة والعاملون فيها على اختلاف مسمياتهم، عن سعيهم لتحقيق التمايز في الصناعات التكنولوجية والبحث العلمي، ذلك أن مصنعاً للإلكترونيات في حرم الجامعة سيتحول إلى مكان للإبداع والإبتكار إضافة إلى عملية الإنتاج، وسيكون له تأثير إيجابي على المجتمع الجامعي والصناعات الوطنية".

وتابع: "بكل فخر وإعتزاز نتشارك اليوم حفل افتتاح هذا المصنع في "مجمع بيار الجميل الجامعي"، وهذه المبادرة تشكل تحولا كبيرا في مسيرة الجامعة اللبنانية، التي تخطو بثبات نحو تعزيز الإبتكار وتفتح آفاقاً واعدة للأجيال الشابة، عبر ربط التعليم بالخبرات التقنية العالمية ودعم الصناعة المحلية العالية الجودة، لتنافس مثيلاتها المستوردة، على يد خبراء وأساتذة وطلاب من داخل الجامعة".

وأعلن "أن افتتاح هذا المصنع، يأتي ثمرة تعاون مشترك بين الجامعة اللبنانية ومجموعة طلال أبو غزالة الدولية بشخص رئيسها الدكتور طلال أبو غزالة، الذي كنا ننتظر أن يكون معنا اليوم وتغيب بسبب وعكة صحية تعرض لها ونتمنى له الشفاء العاجل، نرحب به بيننا ونوجه له تحية تقدير، وهو المؤمن بقدرة الشباب في الوطن العربي وفي لبنان على اكتساب المعارف التكنولوجية وتطويرها على أرض الواقع، إضافة إلى تبني تصاميم الأساتذه والخريجين ومنحهم براءات اختراع ووضعها ضمن خطوط الإنتاج".

واستطرد ميقاتي: "إن جامعتنا اللبنانية التي نعتز اليوم بوجودنا في صرحها العلمي للتشارك في إطلاق هذه البادرة الطيبة والمقدرة، لها عندنا مقام الصدارة والتقدير لإنجازاتها العلمية المعتبرة عالمياً، وذات التصنيف الإعتمادي الدولي. وهي المقام الذي تلتقي فيه أجيالنا البانية للمستقبل، والواعدة بالكثير من الخير والأمل بعزم وإرادة وزخم وطني."

وقال: "هنا شباب يناضلون بالعلم والبحث والتخصص، وفي كل لبنان شابات وشباب، هم أبناء مجد الوطن الذي نؤمن بأنه سيكون أصلب وسيبقى دائماً أقوى، بتفاعل أبنائه ووحدتهم وحبهم للكرامة والحرية. أقول إن الجامعة اللبنانية، بتوجيه ومتابعة حثيثة من معالي الوزير عباس الحلبي، وأوجه تحية خاصة الى رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران، والى أساتذة الجامعة بشخص الدكتور أنطوان شربل، وأؤكد أن الجامعة بما لديها من كفاءات وخبرات علمية وبحثية وإدارية، تثبت أنها تمتلك نظاماً بيئياً مناسباً للإبتكار، وهذا ما سيشجع المستثمرين على التعاون مع الجامعة في مشاريع مماثلة".

وتابع: "وقبل الختام، لا بد لي من أن أشير الى أمر حيوي يهم جميع المواطنين، وأخذ حيزاً من النقاش في اليومين الماضيين. من على هذا المنبر أشكر رئيس الوزراء العراقي، الذي لم يتردد نتيجة اتصالي معه بالأمس، من أن يوعز باستمرار تزويد لبنان بالفيول العراقي. وهذه وقفة أخرى تجاه لبنان. وقد تواعدنا على لقاء قريب بإذن الله في بغداد بعد انتهاء مراسم عاشوراء، لمتابعة هذا الموضوع وللعمل من أجل المزيد من التعاون. شكراً للعراق ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي تدعم لبنان في هذه المرحلة الصعبة".

وختم مهنئاً مجدداً "جميع الذين عملوا على إتمام هذا المشروع الذي نحتفل بإطلاقه اليوم وليكن حافزاً للمزيد من العطاء. وسيبقى هذا اليوم محطة مميزة في ذاكرة الجامعة اللبنانية".

وفي الختام، تم تقديم أول إنتاج للمصنع إلى الرئيس ميقاتي، وجرى افتتاح المصنع حيث جال الحضور في أقسامه وأقيم كوكتيل للمناسبة.

المزيد من الفيديو
مقابلة خاصة مع الرئيس نجيب ميقاتي على قناة التلفزيون العربي