اجتماع في السرايا لمتابعة خطة لبنان للإستجابة للأزمة
الأربعاء، ١٦ تشرين الأول، ٢٠٢٤
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً ضم الوزراء المعنيين بخطة لبنان للإستجابة للأزمة التي يمر بها بمشاركة الأمم المتحدة والدول المانحة، قبل ظهر اليوم في السرايا.
شارك في الإجتماع نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، المال يوسف الخليل، الصحة فراس الأبيض، الشؤون الإجتماعية هكتور حجار، الطاقة وليد فياض، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن والبيئة ناصر ياسين، وسفراء عدد من الدول إضافة الى ممثلين عن المنظمات الدولية والإنسانية.
الرئيس ميقاتي
وقال رئيس الحكومة في بداية الإجتماع: يتعرض لبنان لعدوان مستمر، في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي. حتى اليوم، استشهد حوالى 2400 شخص، وأصيب أكثر من 10 آلاف شخص آخرين، ونزح حوالي مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل، ولا تزال الخسائر في ارتفاع مستمر.
أضاف: في هذا الظرف العصيب من الضروري المضي قدمًا في تنفيذ خطة الإستجابة اللبنانية لتعزيز الخدمات العامة وضمان دعم المؤسسات اللبنانية بشكل كافٍ، إلى جانب تقديم المساعدة الإنسانية الفورية.
وقال: يعيش لبنان واحدة من أخطر الأزمات وبات لديه أعلى معدل للنازحين دوليًا وليس في استطاعته لوحده توفير الإحتياجات الأساسية لجميع السكان المعرضين للخطر على أراضيه في الأمدين القريب والمتوسط. وبالتالي فإن المساعدة المقدمة من المجتمع الدولي، كما تم تقديرها وانعكاسها في خطة الإستجابة تشكل أهمية قصوى وأولوية قصوى في الظرف الراهن.
الممثل المقيم للأمم المتحدة
ثم تحدث الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا فقال: في هذه الأوقات غير المستقرة، لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر أهمية من العمل معًا لضمان متابعة أهدافنا باستمرار، وتحديد الأولويات وضمان الشفافية والمساءلة ضمن الإستجابة.
النتيجة المرجوّة من اجتماع اليوم هي الإشارة إلى موافقتنا المشتركة على تنفيذ خطة الإستجابة للبنان، والإتفاق على العمل معًا كلجنة توجيهية لضمان الإشراف الاستراتيجي على الخطة المشتركة. أمامكم الآن مسودة الشروط المرجعية للجنة التوجيهية لخطة الإستجابة للبنان للموافقة عليها، وكذلك المقدمة للخطة.
نظراً للتغير الكبير في السياق الذي شهدناه جميعاً ونعمل بشكل جماعي على الإستجابة له، فإن نيتنا ليست الدخول في تفاصيل مسودة الخطة العامة واستراتيجيات القطاعات التي تم مناقشتها سابقاً. بدلاً من ذلك، سنحتاج قريباً إلى البدء في مراجعة كاملة للخطة، اعتباراً من الشهر المقبل، لتعديل كل الإستراتيجيات والأهداف والأولويات والميزانيات المرتبطة بها، في ضوء الوضع المتغير بسرعة. من الضروري أن يتم ذلك من خلال عملية منظمة تضم جميع أصحاب المصلحة، مع المشاركة الكاملة للوزراء وبقيادتهم.
وزير الشؤون الإجتماعية
تحدث وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار فأشار الى أنه في إطار خطة لبنان للإستجابة تلعب الحكومة اللبنانية بواسطة وزارة الشؤون الإجتماعية الدور الأكبر من خلال قيادة التنسيق وتقديم المساعدات المنفّذة للحياة للفئات السكنية الأكثر هشاشة وتأمين الحياة الإجتماعية لهم، ودعم المشاريع التنموية للمجتمع اللبناني المضيف بالتعاون مع الجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية الموجودة في لبنان.
ولفت الى أن مقاربة الحكومة تنطلق من معايير وطنية واستراتيجية حفاظاً على وحدة لبنان وسلامة أراضيه في ظل عدوان إسرائيلي يعمل على قصف الأحياء السكنية المكتظة وقتل المدنيين ضارباً بعرض الحائط القانون الدولي الإنساني.
نقيب الأطباء
واستقبل رئيس الحكومة، في حضور وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض، نقيب الأطباء يوسف بخاش على رأس وفد من نقابات المهن الصحية.
بعد اللقاء قال النقيب بخاش: "وضعنا دولة الرئيس ميقاتي في أجواء كل المشاريع التي تقوم فيها نقابات المهن الصحية وخاصة لمواجهة التحديات الكبيرة التي يعاني منها القطاع الصحي والإستشفائي. وخلال هذا الإجتماع ناقشنا في عدة مواضيع. الأول يخص القطاع الإستشفائي الذي استقبل منذ 17 أيلول وحتى اليوم أكثر من 11 ألف مصاب، تمت معالجتهم، ولكن علينا كقطاعات معنية التفكير بهذا القطاع والوقوف الى جانب هذا القطاع الإستشفائي الذي خرج من أزمات عدة وهو مستمر بواجباته، وخاصة في ظل استمرار العدوان على لبنان كما أن عدد الجرحى في تزايد مستمر.
أما الموضوع الثاني الذي بحثناه مع رئيس الحكومة فيتعلق بجرحى الحرب ونحن كأطباء ومستشفيات استطعنا حتى اليوم معالجتهم، ولكنهم بحاجة لمتابعة وعلاج وجراحات ترميمية وتأهيل جسدي ونفسي. ووضعنا أمام رئيس الحكومة المقترحات والسبل اللازمة للوقوف الى جانب هؤلاء الجرحى الذين يحتاجون إلى مسار طويل من العلاج، ربما أسابيع أو أشهر أو سنوات.
والأمر الأخير الذي تحدثنا فيه هو موضوع النزوح وتخطي عدد النازحين المليون ومئتي ألف لبناني، وهناك مشاكل صحية بدأت تظهر في مراكز الإيواء خصوصاً أننا على أبواب فصل الشتاء، ووضعنا كل خبراتنا وقدراتنا بتصرف الحكومة ووزارة الصحة. نحن نفكر سوياً في آلية عمل للوقوف إلى جانب جميع المتطوعين كي تصل الخدمة إلى كل النازحين والمواطنين".
وزير العمل
كما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير العمل مصطفى بيرم الذي قال: "اجتمعنا مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي واطلعنا منه على آخر التطورات والإتصالات والى أين وصلت إليها، وكانت تأكيد على أهمية الصمود اللبناني ووقف إطلاق النار كأولوية أساسية في هذا المجال، وأكد دولة الرئيس إلتزام لبنان بالقرار 1701، وأنه يعمل على حماية لبنان وصيانة المجتمع اللبناني كافة والإستجابة لمتطلبات النازحين.
ثم انتقلنا إلى اجتماع مهم وهو اجتماع يتعلق بإطلاق خطة الإستجابة الوطنية في لبنان، وأكدنا لهم أننا استيقظنا اليوم على مجزرة قانا الثالثة والعديد من المجازر، ثم ونحن نتكلم معكم ها هم يضربون النبطية بخمس عشرة غارة ويضربون المباني والأبنية على أهلها الآمنين، وأيضاً يقتلون رئيس البلدية وعدد من أعضاء المجلس البلدي المنتخبين قانوناً أمام ضمير نائم. هكذا قلنا لهم أمام ضمير نائم، أمام مجتمع دولي لا يحترم الضعفاء لذلك قلنا لهم لا خيار لنا إلا أن نصمد وإلا أن نكون أقوياء، قد تستطيعون قتل أجسادنا وتدمير بيوتنا، لكن لن يستطيع أحد أن يدمر إراداتنا.
أضاف: "لبنان يواجه عدو مجرم لا يترك لنا خياراً إلا الصمود، وهذا الصمود سيتراكم لنكون أمام عملية إفشال لأهداف هذا العدو الذي يريد استعبادنا، لذلك علينا الصمود، ونحن موجودون في أرضنا. نحن روح هذه الأرض وأساسها وأصحابها، نحن كل عنوان للخير في هذه الأرض لم يسقطنا أحد".
ورداً على سؤال عن مسار المفاوضات لوقف إطلاق النار قال: "المطلب اللبناني الأساس هو العمل على وقف إطلاق النار، هذه الأولوية اللبنانية لدى كل اللبنانيين وقف العدوان الإسرائيلي، وما يجري في المطابخ فإن الرؤية لم تكتمل بعد في هذا المجال، وبالنسبة الى الإسرائيلي فهو إلى الآن لم يستطيع أن يحقق أهدافه، ويجب التمييز بين أمرين، وجع الناس وهذا أمر طبيعي وإجباري وكلنا يعاني منه، بيوتنا أغلى شبابنا أغلى ناس وأطفالنا، وما بين تحقيق أهداف العدو، فكل يوم من الصمود يؤثر على الإسرائيلي لأن أهداف الإلغاء وإبعاد المقاومة الى شمال الليطاني و أهدافه منع إطلاق الصواريخ، وهو يريد القضاء على الفلسطيني واللبناني ومن كل القوى الحية في هذه المنطقة، ليكون هو درة تاج هذه المنطقة اقتصادياً، ولكن نحن أبناء هذه الأرض وسنبقى فيها والإحتلال إلى الزوال إن شاء الله".
النائب الصمد
واستقبل الرئيس ميقاتي النائب جهاد الصمد الذي أعلن بعد اللقاء: قال الله جل جلاله لعباده: "لا تقنطوا"، وقال يعقوب لأولاده: "لا تيأسوا"، وقال يوسف لأخيه: "لا تبتئس" وقال شعيب لموسى: "لا تخف"، وقال نبينا صلى عليه وسلم لأبي بكر: "لا تحزن".
إن بعث الطمأنينة في النفوس في زمن الشدائد منهج نبوي، فلنثق بالله، فلا بد من فرج قريب.
وأعلن النائب الصمد: أن دور رئيس الحكومة وما يقوم به محلياً وخارجياً محط تقدير، خصوصاً في العمل على إنجاز وقف لإطلاق النار وإلزام العدو الإسرائيلي بتطبيق القرار 1701، حيث أن الخروقات الإسرائيلية لهذا القرار تجاوزت 35 ألف خرق، وهنا لا بد من القول بأن السكوت والتآمر من أكثرية العالم العربي والإسلامي قبل المجتمع الدولي هو ما يشجع هذا العدو على الإستمرار في حرب الابادة والقفز فوق كل المعايير الإنسانية والاخلاقية، لأنه عندما يسكت أهل الحق عن الباطل يظن أهل الباطل أنهم على حق.
أضاف: إن تصوير الحرب المفتوحة على لبنان بأنه صراع بين العدو الإسرائيلي وحزب الله هو خطأ كبير وجريمة بحق لبنان واللبنانيين، فإسرائيل هي عدو لكل اللبنانيين وليست عدو لفئة منهم، وهذه المقولة هي كلام باطل يراد به باطل.
وأشار إلى مناطق أهالي السنة التي تضررت في الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان. هناك أكثر من 10 قرى سنية تدمرت في الجنوب، وفيها أكثر من 20 ألف نسمة، وهناك أكثر من 20 قرية سنية تضررت في شكل كبير في الجنوب والبقاع ويزيد عدد سكانها على 30 ألف نسمة، وكلهم من السنة ونزحوا إلى مناطق أخرى. أما الضاحية الجنوبية التي يبلغ عدد سكانها تقريبا نحو 850 ألف نسمة، فهناك نحو 100 ألف سني يقطنون فيها تم تهجيرهم أيضاً، فمن أصل 1,300,000 من النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية، هناك 300 ألف سني، وأتأسف لأني أتكلم وفق هذا المنطق، لأن البعض يصوّر بأن الحرب هي بين إسرائيل وحزب الله، وهذه مقولة ساقطة، وهذا ما يجب التنبه له.
وتناول موضوع توزيع المساعدات إلى الوافدين إلى المناطق اللبنانية، وقال: "لا شك أبداً في نوايا هيئة إدارة الكوارث بكامل أعضائها، ولكن نحن في حالة حرب ويجب تخفيف الإجراءات لإيصال المساعدات للمحتاجين، وتبسيط هذه الإجراءات وعدم الوقوع في الروتين والبيروقراطية القاتلة، خصوصاً وأن هناك مناطق أجرت المسح الميداني عبر القائمقامين والبلديات والمخاتير والمجتمع المدني والمتطوعين، وأنجزت داتا كاملة بتوزعهم، وعلى سبيل المثال هذه الداتا أصبحت موجودة في المنية والضنية وزغرتا لدى القائمقامين. طالبنا دولة الرئيس ميقاتي مشكوراً بإيصال هذه المساعدات فوراً، علماً أننا تلقينا وعوداً لذلك في الأسبوع الماضي من قبل لجنة إدارة الكوارث علماً أن المقيمين خارج مراكز الإيواء أي في المنازل لم يتلقوا مساعدات لتاريخه، وهذا بسبب البيروقراطية.
واستقبل رئيس الحكومة النائب وائل بو فاعور ثم وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير وجرى عرض للأوضاع المالية والمصرفية.
واستقبل الرئيس ميقاتي مطران اللاتين في لبنان سيزار اسايان في حضور وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار والأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر.
واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران.