كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مجلس الوزراء في مدينة صور
السبت، ٠٧ كانون الأول، ٢٠٢٤
معالي الوزراء،
نجتمع هنا اليوم استثنائياً في مدينة صور، مدينة الحرف والحضارة، بما تعنيه من وطنية أصيلة، إننا هنا في أرض الشرف والشهادة والنبل، وأبناؤها قدموا ملاحم في الشهادة والتضحية والصمود، والدفاع عن الكرامة. نجتمع اليوم تضامناً منا مع أهل الأرض وتحية لشهدائها، ولنكون أقرب إلى أهلنا، وعلى تماس أكيد مع واقعهم ولنعيش معاناتهم، ونسعى جاهدين لحل المشكلات والقضايا التي يعانون منها على الحدود، كما يعاني منها أهلنا في البقاع وبيروت وضاحيتها الجنوبية، وعلى مدى جغرافية المعاناة والإعتداءات الإسرائيلية.
أصحاب المعالي،
في رحاب حماة الوطن، وعلى مسافة قصيرة من حدودنا، نجتمع اليوم، مؤكدين أن القرار 1701 الذي سيطبقه الجيش جنوب نهر الليطاني بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل، التي بهذه المناسبة نحيي قيادتها وعناصرها والدول التي تنتمي إليها والتي أصرت على استمرار اليونيفيل في مهامها. وهذا القرار هو الأساس لوقف إطلاق النار وانسحاب العدو من أرضنا المحتلة.
نحن على بعد كيلومترات من منطقة العمليات المتواصلة لجيش العدو وخروقاته المتتالية للإتفاق، كما أننا على مقربة من موقع اجتماعات اللجنة الأمنية المكلفة مراقبة تنفيذ الترتيبات التي تم التوافق عليها بضمانة أميركية وفرنسية.
وجودنا اليوم في هذا الموقع بالذات، يؤكد مجدداً موقفنا الداعم للجيش والتعاون مع قوات اليونيفيل، ومطالبتنا المجتمع الدولي ولا سيما الجهات الراعية للترتيبات الأمنية بالعمل الجاد والحاسم لوقف الخروقات المتمادية للعدو، وانسحابه من الأراضي التي يحتلها والإسهام الفعلي بتنفيذ وقف إطلاق النار، والإنتقال إلى وضعية الإستقرار الدائم المعزز بالكرامة والسيادة والحق.
باسمنا جميعاً أود أن أحيي الشهداء العسكريين، وجميع من ضحوا بأرواحهم ذوداً عن الوطن وأبنائه، وأدعو الله أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل. كما أؤكد أننا نرى في تضحيات عسكريينا وصمود شعبنا الحافز الأساسي للإستمرار في المطالبة بحقنا في أرضنا وسيادتنا الكاملة عليها.
لم ولن ترهبنا كل التهديدات والإعتداءات التي تستهدف إرباكنا أو دفعنا الى تبديل قناعاتنا وخياراتنا الوطنية.
والى العسكريين أقول: هذه الأرض أرضكم والدفاع عنها رسالة سامية مهما كان الثمن.
هذا الشعب هو أهلكم وبحمايتكم، ويقدّر تضحياتكم ويحتضنكم.
ولنا كل الثقة بقيادة الجيش الحكيمة التي أثبتت أنها تتحمل مسؤوليات كبيرة بكثير من الحِرفية والإنضباط والمناقبية، وتحرص على كل شبر من أرضنا وعلى صون السيادة الوطنية.
إن الإستقرار في الجنوب وإعادة إعماره هو مفتاح الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي لن يعود إليها الأمن والأمان إلا من خلال تطبيق القرارات الدولية، وحماية وطننا وأرضنا وسيادتنا وصون كرامة أهلنا الذين صمدوا ذوداً عن أهلهم وأرضهم.
وحدتنا خلاصنا، وبسلامة الجنوب وأهله تكون سلامة كل الوطن وجميع أبنائه.
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور
جلسة مجلس الوزراء في مدينة صور

