كلمة الرئيس نجيب ميقاتي في استقبال رئيس حكومة المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور عدنان بدران
الإثنين، ٢٣ أيار، ٢٠٠٥
دولة الرئيس،
معالي الوزراء،
من دواعي سرورنا أن نستقبل اليوم دولة رئيس حكومة المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة الأخ الدكتور عدنان بدران وبرفقته معالي الوزراء. فهذه الزيارة هي محطة مهمة في مسار العلاقات الأخوية بين بلدينا، لأن ما يجمع لبنان والمملكة الأردنية الهاشمية اضافة للأخوة العربية والعلاقات الشعبية والرسمية الوطيدة منذ وقت طويل مواقف مشتركة سواء على الصعيد الثنائي أو على صعيد عملنا العربي المشترك.
على الصعيد الثنائي فاننا نتطلع الى أن يكون اجتماعنا اليوم مناسبة لمناقشة سبل تطوير العلاقات وتعزيزها وتوقيع اتفاقات جديدة وتفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات القائمة توصلا الى زيادة حجم التبادل التجاري وايجاد السبل المناسبة لاقامة علاقة تكاملية تخدم شعبينا الشقيقين. واننا في هذا المجال منفتحون على كل ما من شأنه تعزيز هذه العلاقة. وقد سرّنا ما شهدناه من اقبال للأخوة الأردنيين على زيارة لبنان ونحن نشجع على تسهيل تبادل الزيارات توطيدا لروابط الأخوة والصداقة.
ويأتي الموقف الذي أعلنه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين هذا الأسبوع عن ثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز المصاعب والاحتفاظ بالأمل والاستعداد للوقوف الى جانب لبنان ودعمه، ليشكل حافزا اضافيا لنا اليوم لتفعيل تعاوننا وايجاد كل السبل الكفيلة بتطويره.
دولة الرئيس،
اننا نعيش في منطقة، بات التكامل الملموس و المنظم بين بلدانها ضرورة ملحة، فلبنان وسوريا والأردن وبلدان أخرى تشكل مساحة مهمة تزخر بامكانات تعاون لا بد من الاستمرار بتلمسها وتفعيلها وقد تم عام 2003 توقيع سبعة اتفاقيات ثنائية بين لبنان والأردن، ما شكل خطوة مهمة ينبغي السهر على متابعة تنفيذها ووضع البرامج المرحلية لها واستكمال ما يتوجب بشأنها للخروج بأفضل النتائج.
أما على الصعيدين الاقليمي والدولي، فاننا نؤكد على الهم العربي المشترك المتمثل بضرورة تحقيق مطلب السلام العادل و الشامل، الذي لم يعد يحتمل التسويف والتأجيل. و قد عبّر العرب بالاجماع عن رؤيتهم الواقعية والواضحة لهذا السلام عبر المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، وأعادت قمة الجزائر عام 2005 التأكيد عليها بالاجماع، لا سيما أن هذه المبادرة ترتكز على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بأزمة الشرق الأوسط من دون انتقائية أو استنسابية.
وهذه المبادرة يجب أن تكون في صلب عملنا العربي المشترك وتحركنا تجاه المنابر الدولية، احقاقا للحق وتأمينا للعدل الذي من دونه لا يمكن أن يتحقق سلام ولا أن يستمر. وفي سياق الحق والقانون والشرعية الدولية، لا بد من التشديد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194، وعدم توطينهم في الدول العربية التي تستضيفهم وفي مقدمها لبنان، ووقف الاعتداءات عليهم وسياسة الحصار المضروب على المدن و القرى الفلسطينية.
كما أننا نؤكد على موقفنا باحترام سيادة واستقلال ووحدة العراق، وعلى حق كافة شرائح المجتمع العراقي بالمشاركة في بناء مستقبل وطنهم السياسي.
أهلا و سهلا بكم في لبنان و نتمنى لكم طيب الاقامة. ومما لا شك فيه أن لقاءنا سوف ينتهي بما نأمله جميعا من خير لبلدينا و شعبينا الشقيقين.

