الحريري يقرّ بقوة وشعبية ميقاتي
الجمعة، ٠١ حزيران، ٢٠١٨
الديار - دموع الاسمر
كانت مدينة طرابلس قبل الانتخابات النيابية على موعد مع كتلة شمالية شاملة يترأسها الرئيس نجيب ميقاتي، تضم نواب كتلته الفائزين في المعركة الانتخابية والحلفاء، لكن ما حصل غداة انتهاء الانتخابات ان الحلفاء الذين تعاون معهم الرئيس ميقاتي ومد جسور التعاون بينهم في الانتخابات وواجه معهم كل الانتقادات السياسية على قاعدة نيل اكبر نسبة من المقاعد النيابية في الدائرة الثانية خذلوه في الانضمام الى كتلته.
ابرز التساؤلات في الاوساط السياسية عن اسباب عدم انضمام النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد الى كتلة «الوسط المستقل» التي يترأسها ميقاتي كما وضعت علامات استفهام عديدة حول هذا التشرذم الذي سيكون له نتائج غير ايجابية لجهة تعزيز دور المدينة انمائيا واجتماعيا واقتصاديا وذلك بالضغط على مجلس النواب في اقرار المشاريع التي تستحقها المدينة منذ عشرات السنين لكن بسبب خلافات النواب وانقساماتهم السياسية حرمت المدينة واهلها من حقوقها اسوة بباقي المناطق اللبنانية.
وتقول اوساط متابعة ان خطوة الرئيس ميقاتي في اطلاق تسمية جديدة على كتلته النيابية التي عرفت بكتلة «العزم» الى تبديل هذه التسمية لتصبح كتلة «الوسط المستقل» لافساح المجال لانضمام نواب اخرين ولابعاد صبغة العزم عن الحلفاء، وتكشف الاوساط عن امتعاض واسع وسط اجواء المقربين من الرئيس ميقاتي من خيارات الصمد الذي اختار اللحاق بكرامي والانضمام الى التكتل الوطني الذي يرأسه الوزير السابق سليمان فرنجية حيث كشفت الاوساط ان معركة الصمد الانتخابية في الضنية كانت من اولويات الرئيس ميقاتي خصوصا بعد اعلان انسحاب جهاد اليوسف لصالح تيار المستقبل حينها واجه اليوسف تمردا بين مؤيد ومعارض وسط مؤيديه. لكن ما حصل ان كل المعترضين على انسحاب اليوسف ايدوا الصمد بمباركة وعزيمة من ميقاتي.
كذلك بالنسبة للنائب فيصل كرامي تضيف الاوساط الذي خاض معركته في طرابلس على مبدأ تأكيد التحالف بينه وبين الرئيس ميقاتي رغم اتجاه كل منهما الى تشكيل لائحته، وفي عدة مجالس حرص كرامي وكذلك ميقاتي على تأكيد هذا التحالف وان عشية انتهاء الانتخابات سيعود الحليفان الى حيث فرقتهما الانتخابات، لكن كرامي هو الاخر ادار ظهره وانسحب من وعوده وكلامه وانضم الى لائحة فرنجية.
الامر الذي طرح علامات استفهام عديدة حول خيارات كرامي والصمد، لكن الاوساط الطرابلسية المتابعة كشفت ان هذه الخيارات لها اهداف سياسية ابرزها ان كتلة ميقاتي النيابية تضم اربعة نواب وفي حال انضم كل من كرامي والصمد فان حصتها من التوزير لن تتغير والمعروف انه وزير واحد. وعندما تلقى كرامي وعدا من فرنجية انه في حال انضمامه والصمد الى كتلته سيكون حصة كتلته من التوزير وزيرين، الامر الذي شجع كرامي على الاسراع للانضمام الى كتلة فرنجية.
وتشير الاوساط الطرابلسية ان الرئيس سعد الحريري رفض توزيع مقاعد وزارية محسوبة للسنة خارج تيار المستقبل على اعتبار ان كتلته تضم اكبر نسبة من مقاعد السنة على مساحة الاراضي اللبنانية. اما بالنسبة لكتلة الرئيس ميقاتي فان حصتها من التوزير ستكون من حصة الاقليات المسيحي او العلوي. وفي هذه الحالة ستكون حصة كتلة فرنجية من الحكومة وزيرا محسوبا على الاقليات.
لكن في الاوساط الطرابلسية من يشير الى ان طرابلس ستتمثل بوزيرين وان الرئيس الحريري قد اشار مؤخرا الى ضرورة تمثيل طرابلس وكان ايجابيا حين التقى الرئيس ميقاتي معتبرا انه خير من يمثل طرابلس والشمال بل وانه يمثل نصف طرابلس مما اوحى بانه اعتراف من الحريري بقوة ميقاتي الشعبية ولذلك سيكون لكتلة الوسط المستقبل حصة في الحكومة المقبلة وان الرئيس ميقاتي يحرص على ذلك،فيما يتردد ان النائب فيصل كرامي مرشح ايضا لمنصب في الحكومة المقبلة وان الكتلة التي انتمى اليها رشحته لهذا المنصب.