كلمة الرئيس نجيب ميقاتي في الحفل الختامي للبرامج التدريبية لبناء وتطوير القدرات البشرية والمؤسسية
الجمعة، ١٤ حزيران، ٢٠١٩
أيها الحفل الكريم
أهلاً وسهلاً بكم ضيوفاً أعزاء في مجمّع العزم التربوي الذي أردناه منارة للعلم وملتقى للتنمية والحوار والتبادل الثقافي في طرابلس الغالية التي تعاقبت على أرضها أعرق الحضارات وتميّز أهلها بالانفتاح على كل الثقافات.
وأرحب بشكل خاص بضيف كريم حل علينا في مدينته طرابلس، بيدين ممتلئتين بزاد العلم والمعرفة، عنيت به المدير العام للمعهد العربي للتخطيط في الكويت الدكتور بدر مال الله.
منذ أسسنا “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" حددنا رسالتها بتنمية قدرات كافة فئات المجتمع وتعزيز مشاركتهم في الحياة لقناعتنا الراسخة باننا لن نوفر أي جهد في سبيل المساهمة في مسيرة الإنماء والخدمة الاجتماعية في هذا الوطن. فعلى مدى عشرات السنوات من العمل الاجتماعي والإنمائي، كانت المبادرات الفردية هي الطابع الأساسي الذي ارتكز عليه عمل جمعيتنا، وزادت الاحداث الاليمة التي مرت علينا وضعف امكانات الدولة من التزامنا، كما غيرنا من مؤسسات التنمية البشرية، بالعمل على التخفيف من التداعيات والتأثيرات السلبية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة على المجتمع.
أيها السادة
إن هذه الرؤية والرسالة كانتا محور تقارب وانسجام بيننا وبين المعهد العربي للتخطيط في الكويت أنتج برنامجا تدريبيا متكاملا لبناء وتطوير القدرات "البشرية والمؤسساتية بالتعاون مع دار العلم والعلماء، وإننا نتطلع لإقامة مركز دائم بالشراكة مع المعهد في طرابلس ليكون منارة للتنمية والمعرفة والتدريب والعلم الى كل لبنان. كما يسرني ان أعلن عن مبادرة بعنوان " الابتكار عزم والريادة سعادة " بهدف توسيع قاعدة التعليم وربطها باليات متطورة تسمح بتوفير فرص عمل جديدة.
بالأمس احتفلنا في هذا المكان بالذات بتخريج اول دفعة من طلاب جامعة العزم، واليوم نحتفل بتخريج الدفعة الأولى من المتدربين على بناء وتطوير القدرات البشرية والمؤسسية، وبين الحدثين يكبر الهم والتساؤل حول المستقبل في ضوء الواقع الذي يعيشه وطننا والتعقيدات الكثيرة التي تواجهه لا سيما على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
هذا الواقع المقلق لا يمكن مجابهته باستمرار المناكفات والسجالات السياسية التي شهدناها اخيرا، كما ان الجمود الذي تشهده البلاد، لم يعد يسمح بترف المناكفات والخلافات والمغامرات المحدودة الافق التي اثبتت التجارب السابقة والحالية أنها لا تؤدي الى نتيجة. نحن في سباق مع الوقت لإنجاز ما هو ملح واساسي لحل المعضلات التي تواجهنا ولإعطاء رسالة ايجابية اولا الى الشعب اللبناني القلق على مصيره وحاضره ومستقبله، وثانيا الى الخارج الذي يبدي استعدادا لمساعدتنا على حل مشكلاتنا. والامل يبقى معقودا على الاسراع في انجاز الموازنة في المجلس النيابي بالتزامن مع اجراء جملة اصلاحات بنيوية جذرية لتحفيز الاقتصاد وزيادة النمو.
أيها الحفل الكريم
ختاما ما نحتفل بإنجازه اليوم هو خطوة اساسية وضرورية لتعزيز مكانة الشباب الاجتماعية ومن ثم السياسية وبالتالي المساهمة في مكافحة ظاهرة التطرف العنيف ونشر قيم التعاون الإنساني. وهذا الامر يعزز ثقة الشباب والشابات بمستقبلهم ويقوي إيمانهم بوطنهم ودولتهم ويوفر مجالا لإبراز المردود الوطني لأهمية التعليم كفعل وطني حقيقي. والسلام عليكم.