
الرئيس ميقاتي استقبل وزير خارجية الكويت
السبت، ٢٢ كانون الثاني، ٢٠٢٢
إستقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وزير خارجية الكويت ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح مساء اليوم في السراي الحكومي، فور وصوله الى لبنان في زيارة رسمية تستمر يومين.
وعقد الرئيس ميقاتي خلوة مع الوزير الصباح استمرت نصف ساعة أعقبها اجتماع موسع شارك فيه عن الجانب اللبناني وزير الخارجية عبد الله بو حبيب والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ومستشار الرئيس ميقاتي الديبلوماسي السفير بطرس عساكر.
كما حضر عن الجانب الكويتي مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي الوزير المفوض ناصر صنهات القحطاني، القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى لبنان عبد الله سليمان الشاهين نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير أحمد عبد الرحمن الشريم، المستشار في مكتب وزير الخارجية فواز عبد الله بورسلي، والسكرتير الثاني سالم علي أبو حديدة.
في خلال الاجتماع رحّب الرئيس ميقاتي بزيارة وزير خارجية الكويت التي تعبّر عن مشاعر أخوية وثيقة، وتاريخ طويل من التفاهم والثقة بين لبنان والكويت. وشكر دولة الكويت، أميراً وحكومة وشعباً، على وقوفها الدائم الى جانب لبنان.
وقال: لقد مثلت العلاقات بين بلدينا نموذجا للأخوة ونحن نشكر الكويت على ما تقدمه من عون دائم وسند للبنان في كل الأوقات والأحوال، وعلى استضافتها للعاملين اللبنانيين وتكريمهم وإتاحة الفرص لهم. ولن ينسى اللبنانيون وقوف الكويت دولة وشعباً الى جانبهم في كل الأوقات العصيبة، وآخرها بعد تفجير مرفا بيروت، حيث هبّت الكويت، بتوجيه أميري، لبلسمة جراح المنكوبين والمساهمة في إعادة إعمار ما تهدّم.
وقال: نحن نتطلع الى توثيق التعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي وبإذن الله ستكون الكويت الى جانب لبنان وستستعيد العلاقات بين لبنان والإخوة العرب متانتها.
مؤتمر صحافي
في ختام الاجتماع عقد وزيرا خارجية لبنان والكويت مؤتمراً صحافياً مشتركاً استهله وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب بالقول: يسعدني ويشرفني أن أرحّب بمعالي الشيخ الدكتور أحمد ناصر الصبّاح وزير خارجية دولة الكويت، دولة الاعتدال والانفتاح والتواصل. نقدّر ونثمن عالياً حكمة الكويت ودورها الجامع ونشد على أياديكم لبناء المزيد من مساحات الحوار والتلاقي في العالم العربي. لقد أثبتت التجارب أن دور الكويت قيمة مضافة في عمقنا ووجداننا العربي الذي نتمسك ونعتز به في إطار تنّوعنا اللبناني وخصوصية نموذجنا. للكويت صولات وجولات في مد جسور الحوار بين الإخوة العرب، ولبنان مدرك لأهمية هذا الدور ويعوّل عليه، ولم يكن وليد صدفة الموقف اللبناني الثابت بالوقوف الى جانب الكويت وأهلها في أثناء الغزو عام 1990 بل هو قناعة راسخة لدينا بأن الكويت الكبيرة بدورها حاجة ومصلحة للعرب جميعاً. ما يجمعنا بالكويت الكثير ونعتز بشكل خاص بالجالية اللبنانية المقيمة لديكم حيث كانت ولا تزال موضع ترحيب وتقدير من قبلكم. أجدد الترحيب بكم في بيتكم الثاني لبنان، وأترك الكلمة لمعاليكم.
وزير خارجية الكويت
وقال وزير خارجية الكويت: سعيد للغاية بتواجدي في لبنان، هذا البلد الجميل، وسعيد للغاية كذلك وأنا ألتقي مع أخي الدكتور عبد الله بو حبيب وزير خارجية لبنان، وللتو تشرفت بلقاء دولة رئيس وزراء لبنان الأستاذ نجيب ميقاتي، وإن شاء الله ستكون لي غداً لقاءات أخرى مع مسؤولين لبنانيين آخرين. زيارتي الى لبنان هي بصفتين، الصفة الوطنية كوزير خارجية دولة الكويت، والصفة الأخرى هي الصفة العربية كون الكويت ترأس المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية. كذلك تعد هذه الزيارة ضمن الجهود الدولية المختلفة كإجراءات لإعادة بناء الثقة مع لبنان الشقيق. ولهذا التحرك الكويتي والخليجي والعربي والدولي ثلاث رسائل:
الرسالة الأولى: هي رسالة تعاطف وتضامن وتآزر مع شعب لبنان الشقيق.
الرسالة الثانية: هناك رغبة مشتركة لاستعادة لبنان رونقه وتألقه، كون لبنان أيقونة متميزة في العالم العربي، ولكي يكون هذا الأمر فعالاً، ينبغي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، وإلا يكون لبنان منصة عدوان لفظي أو فعلي تجاه أي دولة كانت.
الرسالة الثالثة: هي رؤية كويتية وخليجية حيال لبنان، وأن يكون واقفاً وصلباً على قدميه، فلبنان القوي هو قوة للعرب جميعاً، وهنا تأتي أهمية إيفاء لبنان بالتزاماته الدولية، وجميع الدول، وأكرر جميع الدول تدعم وتساعد هذا الأمر. كلي ثقة من منطلق عروبة هذا الشعب اللبناني الأصيل وكافة الإخوان في لبنان، إن شاء الله سنحقق مآلنا وأهدافنا نحو أن يكون هناك لبنان أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.
أسئلة وأجوبة
سئل: ما هي الخطوات العملية التي ستتبع هذه الزيارة؟ وكيف ستتعاملون مع مواقف أطراف سياسية لبنانية لا تمثل رأي كل الشعب اللبناني ولا رأي الحكومة؟
أجاب: نحن في صدد خطوات لإجراءات خطوات ثقة مع لبنان، وهي لا تأتي بين يوم وليلة، بل بخطوات ثابتة عملية، ملموسة، يلمسها جميع الأطراف، وبناء عليها تتقدم الأمور إن شاء الله. لن أدخل الآن في التفاصيل بالنسبة لهذه التحركات، ولكن الأساس الذي هو المنطلق الكويتي، الخليجي، العربي والدولي يبدأ بالتزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية وقرارات جامعة الدول العربية.
هناك أمر مهم للغاية، وهو أن كافة الدول وكل الدول المحبة للبنان لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية، مثلما لا نريد أن يتدخل لبنان في شؤون الدول الأخرى. النأي بالنفس الذي أصبح الآن مرادفاً للبنان ولسياسة لبنان هناك ملاحظات بالنسبة لهذا المفهوم، وهناك رغبة عارمة لكل الأطراف الإقليمية والدولية ليكون هذا الأمر قولاً وفعلاً.
سئل: هل تتم هذه الزيارة بالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي بعد مرحلة من قطع العلاقات مع لبنان؟
أجاب: "كل دول مجلس التعاون، وفي كافة بياناتها الرسمية وغير الرسمية متعاطفة ومتضامنة مع الشعب اللبناني. والتحرك الكويتي، هو كذلك تحرك خليجي كما قلت، وهناك تنسيق مع كافة الدول الخليجية في هذا الموضوع. لم يكن هناك قطع للعلاقات، بل كان هناك سحب للسفراء للتشاور، وبالتالي لم تقطع العلاقات مع لبنان. هناك الآن إجراءات وهي تتم مع كافة الدول ومع أي دولة، وهذه الإجراءات إن شاء الله تؤخذ في عين الحسبان، ونلقى في القادم من الأيام وإن شاء الله تجاوباً وتفاعلاً معها، وأنا للتو في الاجتماع مع معالي وزير الخارجية ومع دولة الرئيس كانت هناك ملامح إيجابية بالنسبة لهذه الأفكار، وإن شاء الله في الأيام القادمة ترى النور ويكون هناك انطلاقة أخرى وزخم آخر متفاعل مع لبنان الشقيق.
سئل: هل تم توقيت هذه الزيارة مع جلسات التفاوض مع إيران والسعودية في العراق وبالتالي هناك إيجابية ما تود منها دول الخليج الدخول إلى لبنان؟
أجاب: "أنا أشكرك على السؤال وأيضاً على الاستغراب على إقران أي أمر ما مع ملف لبنان. وأؤكد لكم لا، لبنان لوحده كافٍ، ولا يوجد أي أمر آخر غير الذي ذكرته في مداخلتي الاستهلالية وردي على الأسئلة، فمجيئي الى لبنان هو مرة أخرى لدعم لبنان، وانتشاله من كل ما يمر به ولمساعدته في تجاوز هذه الصعاب، وإن شاء الله هناك إجراءات ضمن الجهود الدولية لإعادة الثقة مع لبنان. لا يوجد أبداً أي مقاربة مما ذكرته في سؤالك.
سئل: هل ستكون هناك خطوات أخرى تتمثل بعودة التمثيل الديبلوماسي وعودة السفير الكويتي في لبنان؟
أجاب: لقد أجبت للتو على السؤال، فسحب سفير لا يعني قطع علاقات. العلاقات موجودة والسفارة الكويتية موجودة، وهناك قائم بالأعمال في لبنان ونفس الأمر بالنسبة الى السفارة اللبنانية في الكويت، الآن الزيارة هي خطوات ومقترحات لبناء الثقة، وقد سلمناها الى دولة الرئيس وأخي وزير الخارجية، وعلى الأشقاء في لبنان دراستها ومعرفة كيفية التعامل مع هذه الأمور والمضي قدماً فيها. شكراً لكم جميعاً وآسف أننا عذبناكم في الويك إند ولكن لبنان يستأهل.
وكان الوزير الكويتي وصل الى السراي الكبير عند السادسة والنصف واستقبله في الباحة الخارجية مدير المراسم لحود لحود.
وقد استكملت المحادثات خلال مأدبة عشاء أقامها الرئيس ميقاتي في دارته تكريماً للوزير الضيف.

