لقاء موسّع في دارة الرئيس ميقاتي: إدانة أحداث الساحل السوري والدعوة لإغاثة النازحين وتأمين عودتهم إلى سوريا

عقد لقاء سياسي موسّع في دارة الرئيس نجيب ميقاتي في مدينة الميناء للبحث في التطورات الراهنة في لبنان وتداعيات الأحداث الجارية في سوريا على الواقع اللبناني لا سيما على صعيد شمال لبنان.

شارك في اللقاء رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، تمام سلام وفؤاد السنيورة، النواب السادة:عبد الكريم كبارة، إيلي خوري، طه ناجي، جميل عبود، إيهاب مطر، وليد البعريني، محمد يحيى، جهاد الصمد، أحمد الخير.

كما حضر النواب والوزراء السابقون بهية الحريري، عمر مسقاوي، سمير الجسر، رشيد درباس، نقولا نحاس، سامي فتفت، أحمد فتفت، رامي فنج، علي درويش، خضر حبيب، ومصطفى علوش.

وحضر مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، وأمين الفتوى الشيخ بلال بارودي، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، ممثل متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران افرام كرياكوس أمين سر المطرانية الأب نقولا داوود، رئيس أساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، متروبوليت عكار للروم الأرثوذكس المطران باسيليوس منصور، كاهن رعية الأرمن الأرثوذكس الأب كريكور يافيايان، نقيب الأطباء في الشمال الدكتور محمد صافي، نقيب المهندسين في الشمال شوفي فتفت، نقيب المحامين في الشمال سامي الحسن، نقيب أطباء الأسنان في الشمال الدكتور ناظم الحفار، رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي.

الرئيس ميقاتي

بعد اللقاء أدلى الرئيس ميقاتي بالتصريح الآتي: عقدنا هذا الإجتماع نتيجة الأحداث التي حصلت في سوريا وانعكاسها على لبنان وخصوصاً على منطقة الشمال.

دعونا الى هذا الإجتماع، وبكل سرور حضرته شخصيات من مختلف المناطق اللبنانية وخاصة وجود الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، السيدة بهية الحريري ومختلف الفاعليات والنواب من طرابلس والضنية والمنية وعكار بالإضافة إلى رجال الدين وأصحاب السيادة المطران سويف والمطران ضاهر وممثل مطران طرابلس والمطران منصور مطران عكار.

بحثنا خلال الإجتماع الإنعكاسات التي حصلت في سوريا وكيفية استيعاب هذا الموضوع. لقد تم وضع مسودة بيان لهذا الإجتماع وحصلت مناقشة طويلة وبناءة وإيجابية جداً وقد أضيفت بعض النقاط على البيان.

الأهم هو استنكار الأحداث الدموية التي حصلت في سوريا والتشديد على أهمية المصارحة والمصالحة، ودعوة الحكومة اللبنانية للسعي مع الهيئات الدولية من أجل إيواء وتعزيز الإغاثة السريعة للنازحين الذين حضروا، ومن ثم السعي مع الحكومة السورية من أجل عودة النازحين السوريين إلى سوريا، ولا يوجد كلمة لجوء في لبنان بأي شكل من الأشكال.

بما أن الاجتماع حصل في طرابلس، فقد بحثنا في المواضيع الطرابلسية والشمالية بشكلٍ عام وضرورة الإسراع في إقرار اللامركزية الإدارية والقيام بالتعيينات اللازمة في مجالس الإدارة، لأن في مدينة طرابلس مقومات اقتصادية كبيرة وعلينا الاستفادة منها، وذلك بعد استكمال تشكيل مجالس الإدارة والتعيينات الإدارية.

الأهم هو ضبط الفلتان الأمني بكل ما للكلمة من معنى ورفع الغطاء عن أي مُرتكب، كما أنه على القضاء أن يُسرّع في موضوع المُحاكمات. هذه الأمور بشكل عام بحثنا بها وأكرر وأقول إن الإجتماع كان إيجابياً جداً، وأتمنى أن يُثمر وتوجد هناك متابعة في المرحلة القصيرة عبر "فاعليات طرابلس" ومن ثم ستكون عبر اجتماع آخر سيعقد قريباً في طرابلس لمن حضر اليوم وللنواب الذين تغيبوا بعذر بسبب السفر.

ورداً على سؤال، قال: "لم ندعُ رئيس الحكومة نواف سلام فالإجتماع هو عادي وطرابلس هي مدينة الرئيس سلام ويمكنه أن يزورها متى شاء وأهلاً وسهلاً به، ولا يجب وضع الأمر في أي مكانٍ آخر. الإجتماع عادي وفكرته خرج بها الرئيس فؤاد السنيورة وبحثناها مع الرئيس تمام سلام ورأينا أنه في ظل الظرف الصعب الذي تمرُّ به المنطقة والإقليم ككل، أن نبدأ بعقد هكذا اجتماعات لنُظهر وحدة الموقف بين اللبنانيين".

وعن إقرار الحكومة للموازنة بمرسوم، قال ميقاتي: "الحكومة تقول إنها لا تريد أن تقوم بصرف سلف خزينة، كما أنها لا تستطيع أن تصرف المال على القاعدة الإثني عشرية، لأن هناك أموراً كثيرة طرأت هذا العام وزادت من موضوع الصرف، وبالتالي، فإنه من الطبيعي أن تُقر الموازنة بمرسوم ومن ثم تجرى التعديلات اللازمة مثلما حصل يوم أمس، عبر إرسال الحكومة مشروع قانون إلى مجلس النواب لتخفيض بعض الرسوم التي كانت مطلوبة في الموازنة. أعتقد أن هذا الأمر طبيعي لتسيير أمور الدولة في هذا الوقت الحاضر وهذا موقف حكيم".

وعن التعيينات الجديدة، قال ميقاتي: "في هذا الموضوع، فإنه ستؤخذ بعين الإعتبار مُختلف المناطق اللبنانية، ولكن يوم أمس تمت التعيينات الأمنية وبحسب التدرج الأمني حصل ما حصل. لا أعتقد أن طرابلس والشمال مُستهدفان بإقصائهما عن هذه المراكز. التعيينات حصلت بحسب الأقدمية والحضور العسكري. هناك تعيينات قريبة ستحصل لا سيما على صعيد مجالس الإدارة وستكون جميعها شمالية وطرابلسية، وأيضاً على صعيد بعض المراكز الإدارية والأساسية في الإدارة اللبنانية".

وعن الإنتخابات البلدية قال: "الإنتخابات المُشار إليها هي إنتخابات إنمائية بحتة وسيكون لي الموقف المناسب عند إعلان هذا الموضوع".

الرئيس السنيورة

بدوره، تحدث الرئيس فؤاد السنيورة فقال: "أريد أن أثني على هذه المبادرة وعلى هذه الفرصة الطيبة من أجل التلاقي، وكذلك أيضاً التحاور في قضايا تهم كل الوطن وتهم أيضاً منطقة طرابلس والشمال وتهم أيضاً جوارنا السوري".

وأضاف: "هذه القضايا تحتاج إلى موقف واضح وصريح ومُحب، ويجب أن نجد حلولاً للمسائل المطروحة بعد الأحداث الدموية التي حصلت في سوريا والتي نتج منها نزوح إلى لبنان".

وتابع: "يجب التأكيد أيضاً على أهمية الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية الجديدة من أجل احتضان كافة فئات المجتمع السوري وبالتالي الحؤول دون المزيد من النزوح. أيضاً، يجب معالجة المشكلات التي نتجت بسبب هذه الأحداث الدامية، وكل من ارتكب أي جُرم بهذا الشأن يجب أن ينال عقابه".

وقال: "نثني على الدور الذي تقوم به الدولة السورية من أجل الحفاظ على سلامة التراب السوري، ويجب أن تكون السلطة في سوريا تابعة للسلطة المركزية في دمشق. إن تأكيدنا على وحدة سوريا هو تأكيد على العلاقة القويمة التي يجب أن تكون بين لبنان وسوريا، وأعتقد أنَّ هذه فرصة كبرى من بعد المأساة التي حصلت وبالتالي يجب تحويلها إلى فرصة حقيقية للبنان من أجل بناء علاقات قويمة وسليمة وندية ما بين لبنان وسوريا، قائمة على الإحترام المتبادل ما بين الدولتين".

وتابع: "نحن وسوريا جيران وأشقاء ولدينا مصالح مشتركة، وسوريا هي مدخلنا الوحيد البري إلى العالم العربي".

وأكمل: "المناسبة هي لبحث قضايا تتعلق بالنهوض بمنطقة طرابلس والشمال وهذا أمرٌ في غاية الأهمية. يجب أن يكون هناك عمل مشترك، الدولة التي عليها أن توفر المناخات الحقيقية والصحيّة والمؤاتية لاستنهاض الوضع الإقتصادي في منطقة طرابلس والشمال. هناك مشاريع بحاجة إلى تحريك بحاجة إلى تأليف مجالس إدارة وغيرها ولكن أيضاً هناك دور ينبغي أن يقوم به القطاع الخاص".

وقال: "جميعنا نعلم وضع الدولة وماليّتها، وعلينا أن نحول الإمكانات الكامنة لدى طرابلس والشمال إلى أعمال تنفيذية، وأعتقد أن هناك فرصة لهذا الزواج الشرعي الصحيح بين الدولة والقطاع الخاص في لبنان من أجل استنهاض الوضع الاقتصادي في طرابلس والشمال وفي كل لبنان".

وختم: "هذه المرحلة شديدة الأهمية وعلينا أن نحوّل هذه الأزمات التي تعصف بنا إلى فرص مستجدة وأعتقد أن هناك إمكانية للقيام بذلك".

إعلان طرابلس

وقد صدر عن المجتمعين البيان الآتي: بنتيجة الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق الساحل السوري مؤخراً، وما نجم عنها من نزوح إلى لبنان، وانعكاسات وتوترات عابرة في مدينة طرابلس وشمالي لبنان، تداعى أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والسيادة والسماحة والفضيلة، إلى اجتماع في دارة الرئيس نجيب ميقاتي في مدينة طرابلس، للبحث في مخاطر وأبعاد ما جرى في منطقة الساحل السوري وتداعياته على منطقة الشمال اللبناني ومناطق أخرى من لبنان.

ونتيجة التداول أصدر المجتمعون البيان الآتي نصه:

أولاً: يستنكر المجتمعون ويدينون أشدّ الإدانة الأحداث الدامية التي شهدتها مناطق وقرى الساحل السوري، وما أدت إليه من تجاوزات يجب ضبطها فوراً.

ثانياً: يثني المجتمعون على توجّهات الحكومة السورية وإجراءاتها، مع التشديد على جمع واحتضان مختلف مكونات سوريا الوطنية، والحفاظ على وحدة وكامل التراب السوري، والعمل على استتباب الأمن وإحلال الأمان وبسط سلطة الدولة السورية الحصرية والكاملة على كل أراضيها ومرافقها. كما يثمّنون إعلان الحكومة السورية العمل على إنجاز التحقيق المستقل في ما جرى ومحاسبة المسؤولين والمتورطين في أعمال قتل المدنيين الأبرياء والعزّل، واتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع هكذا أعمال إجرامية مشينة وحماية المدنيين من كل أطياف الشعب السوري وتوجهاته، وتسهيل عودة النازحين، بعد أن سقط مفهوم اللجوء المعرّف بإعلان جنيف. فاللاجئ هو الذي لا يرغب أو لا يستطيع العودة الى بلاده، وهذا يعني أنه لم يعد في لبنان لاجئون بحسب المفهوم الدولي.

ثالثاً: يتوجه المجتمعون من مدينة طرابلس، مدينة العلم والعلماء، ومدينة الوطنية الحقة والعروبة الأصيلة والعيش المشترك والواحد، والتي سبق أن عانت من أحداث مؤسفة وظلم وتهميش في مراحل متعددة من تاريخها الحديث، وانطلاقاً من التجربة اللبنانية المريرة في الإقتتال والتناحر الداخلي المؤسف الذي سبق وعانى منه لبنان، يتوجهون إلى الأشقاء السوريين، وكذلك الى جميع اللبنانيين منبّهين ومحذّرين من مغبة وخطورة التورّط من جديد في مواجهات أهلية عنفيّة، لأنّ التجارب أثبتت أنّ العنف واستخدام السلاح في داخل الوطن، لا يؤدي إلا إلى إشعال نيران الأحقاد واستدراج الثأر والثأر المضاد، مما يؤدي إلى الوقوع في الفخ الذي تنصبه وتعمل عليه إسرائيل، وهي التي تستمر في اعتداءاتها واحتلالها لمناطق في لبنان.

ولا بد أيضاً من العمل على تعزيز ثقافة المغفرة والمصالحة وعدم الإنتقام. فالإنتقام لا يولّد إلا الإنتقام والفوضى والأحقاد.

رابعاً: يدعو المجتمعون الدولة اللبنانية الى التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية الى متابعة الأوضاع المستجدة في مناطق شمال لبنان الحدودية بفعل التدفق المستجد للنازحين السوريين بسبب الأحداث الجارية في سوريا. فهذه المشكلة تشكل ضغطاً إضافياً على لبنان يضاف الى الضغوط المستمرة في ملف النزوح السوري منذ سنوات. كما نطالب بالتنسيق بين المفوضية وسائر المنظمات الدولية المعنية مع الحكومة اللبنانية عبر أجهزتها المختصة لحل هذه المعضلة، وضبط المعابر، وتأهيل المعابر الشرعية، لأنه لا يجوز أن يبقى هذا الملف ورقة تضغط على الواقع اللبناني، في وقت لم تعد للبنان القدرة المالية والخدماتية والسياسية على تحمل تداعيات هذا الملف. كما أن الأولوية في هذه المرحلة يجب أن تكون لتمكين الإغاثة الطارئة وإعادة النازحين السوريين تباعاً إلى بلادهم بعد استقرار الأوضاع في العديد من المناطق السورية.

خامساً: يرى المجتمعون، مع بدء مسيرة التعافي في لبنان، والتي انطلقت مع انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وتأليف حكومة الإصلاح والإنقاذ الجديدة برئاسة الدكتور نواف سلام، وجوب تضافر جهود جميع اللبنانيين وتضامنهم وتآخيهم، وتعزيز وحدتهم الداخلية، وبالتالي التنبّه للمؤامرات المحاكة والفتن المدبرة، وذلك بالتمسك بسيادة الدولة اللبنانية وسلطتها الواحدة والحصرية على كامل أراضيها ومرافقها، والإحترام الكامل للدستور ولحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، والتمسك بحكم القانون والنظام، والإحترام الكامل لقرارات الشرعيتين العربية والدولية ذات الصلة.

وشدد المجتمعون على رفض محاولات العدو الإسرائيلي فرض التطبيع مع لبنان، وكذلك فرض أمر واقع عبر استمرار احتلال بعض المناطق. كما طالبوا الدول التي رعت تفاهم وقف إطلاق النار الى الضغط على العدو الإسرائيلي للإنسحاب من كل المناطق التي لا يزال يحتلها ووقف خروقاته المستمرة للسيادة اللبنانية.

سادساً: إن شمال لبنان ومدينة طرابلس، وهي العاصمة الثانية للبنان لا يزالان يعانيان الكثير من المشكلات المتراكمة التي تحتاج إلى معالجة مستمرة، ولا سيما على الصعيد الأمني لضبط الفلتان الحاصل واتخاذ كل الإجراءات الأمنية الوقائية، وهما ينتظران من الحكومة الجديدة الإهتمام بهما. ومن ذلك، العمل على إقرار قانون اللامركزية الإدارية وإحياء وتنفيذ المشاريع المقرّة والأخرى الضرورية لتعزيز الأوضاع الإقتصادية، وملء الفراغ في المؤسسات الرسمية ومعالجة الشغور القضائي، بما يسهم في معالجة الأوضاع الأمنية وانتعاش الحركة الإقتصادية التي تحتاجها مدينة طرابلس ومنطقة شمال لبنان.

عاشت مدينة طرابلس، عاشت منطقة الشمال، عاش لبنان..

الرئيس ميقاتي: ما يجمع لبنان وسوريا من روابط وعلاقات وطيدة هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون بين البلدين

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أن ما يجمع لبنان وسوريا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندّية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون القائم أو المطلوب بين البلدين على الصعد كافة".

وشدد على "أنه بات ملحاً اليوم، لمصلحة البلدين معاً، معالجة ملف النازحين السوريين في لبنان، خصوصاً وأن هذا الملف يضغط منذ سنوات بشكل كبير على لبنان برمته".

وأشار الى "ضرورة تعزيز الإجراءات المتبادلة والمشتركة على الحدود لحماية أمن البلدين وسيادتهما ومنع أي أعمال تسيء إليهما وإلى أمنهما واستقرارهما".

وشدد على "أن هناك أموراً على الحدود يجب ضبطها بشكل كامل وخاصة في النقاط الحدودية غير الشرعية لوقف أي عمليات تهريب بين لبنان وسوريا، وسنتعاون في هذا الصدد من دون أن يعني ذلك أننا لن نتابع موضوع الترسيم الحدودي، وستكون هناك لجنة مشتركة لبنانية- سورية للقيام بعملية ترسيم الحدود".

بدوره قال قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع" نرجو من الشعب اللبناني أن يصرف عن نفسه ذهنية العلاقة السورية السابقة في لبنان وما تبعها من علاقات سلبية أدت الى ضرر على مستوى الشعبين اللبناني والسوري، ونعطي فرصة لأنفسنا وللشعبين اللبناني والسوري أيضاً، لأن نبني علاقة إيجابية مبنية على احترام الدولتين وعلى سيادة لبنان وسوريا".

وشدد على "أن سوريا ستقف على مسافة واحدة من الجميع في لبنان ونحن نحاول أن نعالج كل المشكلات والتفاصيل من خلال التشاور والحوار".

وأكد "أن الأولوية في الوقت الحاضر في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة ومن ثم طمأنة الدول المجاورة".

وكان رئيس الحكومة زار سوريا اليوم على رأس وفد حيث أجرى محادثات مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع في قصر الشعب في دمشق.
وعقد الرئيس ميقاتي والسيد الشرع خلوة تلت محادثات موسّعة شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام لأمن الدولة العميد حسن شقير.

كما شارك  عن الجانب السوري وزير الخارجية أسعد شيباني ورئيس الإستخبارات أنس خطاب ومدير مكتب الشرع علي كده.

وقد استكملت المباحثات الى مأدبة غداء أقامها الشرع تكريماً للرئيس ميقاتي والوفد المرافق.

مؤتمر صحافي

وعقد الرئيس ميقاتي والسيد الشرع مؤتمراً صحافياً مشتركاً في ختام المحادثات، فقال السيد الشرع: "بداية نرحب بدولة الرئيس نجيب ميقاتي في دمشق، ونبارك كذلك لفخامة الرئيس جوزيف عون على تسلمه الرئاسة حديثاً، ونسأل الله له التوفيق في الأيام المقبلة. تحدثنا مع دولة الرئيس عن مسائل متعددة تحكم العلاقة بين سوريا ولبنان وتؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ العلاقة بين سوريا ولبنان. ونرجو من الشعب اللبناني أن يصرف عن نفسه ذهنية العلاقة السورية السابقة في لبنان وما تبعها من علاقات سلبية أدت الى ضرر على مستوى الشعبين اللبناني والسوري، ونعطي فرصة لأنفسنا وللشعبين اللبناني والسوري أيضاً، لأن نبني علاقة إيجابية مبنية على احترام الدولتين وعلى سيادة لبنان وسوريا إن شاء الله ستقف على مسافة واحدة من الجميع هناك ونحاول أن نعالج كل المشكلات والتفاصيل من خلال التشاور والحوار.

تحدثنا ودولة الرئيس عن النمو الإقتصادي المرتقب الذي ينبغي أن يكون في دمشق وأثر ذلك على لبنان في الأيام المقبلة. كما تحدثنا عن بعض المشاكل العالقة على الحدود اللبنانية مثل مسائل التهريب والودائع السورية في البنوك اللبنانية أيضاً واتفقنا على أن تكون هناك لجان مختصة لكي تقوم بدراسة هذا الوضع بشكل مفصل. كما نجدد الترحيب بدولة الرئيس والوفد  المرافق".

الرئيس ميقاتي

وقال الرئيس ميقاتي: "سعدت جداً اليوم أنا والوفد المرافق بزيارة دمشق، هذه المدينة العريقة حيث عقدنا اجتماعاً مع قائد الإدارة السورية الجديدة السيد أحمد الشرع، وبحثنا مطولاً العلاقات بين بلدينا والتحديات الراهنة التي تواجه المنطقة.

بداية عبّرنا للسيد الشرع عن تمنياتنا لسوريا وشعبها بالسلام والإستقرار بعد سنوات شهدت حروباً طويلة  وتمنينا أن تحمل المرحلة المقبلة كل ما يتطلع إليه الشعب السوري الشقيق.

وأكدنا أن ما يجمع بلدينا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندّية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون القائم أو المطلوب بين البلدين على الصعد كافة.

إن سوريا هي البوابة الطبيعية للبنان الى العالم العربي، وطالما هي بخير فإن لبنان بخير. ومن واجبنا أن نفعّل هذه العلاقات على قاعدة الإحترام المتبادل والندّية والسيادة الوطنية لكلا البلدين، والعمل على منع أي عمل يسيء إلى هذه العلاقة أو يهدد أمن البلدين وسيادتهما المطلقة على أراضيهما.

أن لبنان يحتضن منذ سنوات أعداداً كبيرة من الإخوة السوريين الذين لجأوا إليه في زمن الحرب والإقتتال، وبات ملحاً اليوم، لمصلحة البلدين معاً، معالجة هذا الملف سريعاً، وعودة النازحين الى سوريا، التي بدأت والحمد لله تستعيد عافيتها، بما يحفظ كرامتهم في وطنهم، خصوصاً وأن هذا الملف يضغط منذ سنوات بشكل كبير على لبنان برمته. وقد لمست لدى السيد الشرع كل تفهّم لهذا الواقع واستعداد لمعالجة هذا الملف بشكل حاسم، وترحيبه بعودة كل مواطن سوري إلى وطنه.

كذلك تطرقنا الى الوضع على الحدود البرية بين البلدين وضرورة تعزيز الإجراءات المتبادلة والمشتركة أيضاً لحماية أمن البلدين وسيادتهما ومنع أي أعمال تسيء إليهما وألى أمنهما واستقرارها.

إننا نعتبر هذه الزيارة فاتحة خير، وأقول بصراحة بما لمسته من السيد الشرع وما يملكه من رؤية لإدارة سوريا أولاً، وكيف يمكن أن تكون العلاقة وديّة وندية بين لبنان وسوريا، فأنا أخرج من هذا الإجتماع مرتاحاً بإذن الله لوضع سوريا ولوضع العلاقات اللبنانية- السورية".

أسئلة وأجوبة

ورداً على سؤال عن موضوع الحدود بين لبنان وسوريا قال السيد الشرع: تحدث دولة الرئيس عن الموضوع خلال الإجتماع، ونحن لم يمر علينا سوى شهر وبضعة أيام. هناك الكثير من الأمور العالقة في سوريا والملفات المحيطة بها والتي تحتاج الى وقت كاف للبدء بمعالجتها. الأولوية في الوقت الحاضر في سوريا هي للوضع الداخلي وحالة الأمن وحصر السلاح بيد الدولة ومن ثم طمأنة الدول المجاورة. لا زلنا في اللقاء الأول ونأمل أن نلتقي دائماً بإذنه تعالى. هناك الكثير من المواضيع التي يجب أن تبحث في الأيام المقبلة وعلى  رأس أولوياتها موضوع الحدود.

وقال الرئيس ميقاتي: "كما تفضل وقال السيد الشرع، على سلم الأولويات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا، ولكنه أيضاً استطرد وقال أن هذا يمكن أن يأخذ بعض الوقت ولا يجب أن نربط الأمور ببعضها البعض هناك أمور على الحدود يجب ضبطها بشكل كامل، وخاصة في النقاط الحدودية غير الشرعية لوقف أي عمليات تهريب بين لبنان وسوريا، وسنتعاون في هذا الصدد من دون أن يعني ذلك أننا لن نتابع موضوع ترسيم الحدود، ستكون هناك لجنة مشتركة لبنانية- سورية للقيام بعملية ترسيم الحدود".

ورداً على سؤال قال الشرع: "نحن نبني العلاقات بين لبنان وسوريا على أساس الأخوّة التي بيننا. ليس هناك فرق كبير بين الشعبين اللبناني والسوري ونحن نسعى إلى أن تزداد الأواصر الإجتماعية بيننا، لا الى أن تنقص، وأي عوائق حدودية تكون بيننا يجب أن تلغى في المستقبل، ولكن هذا شأن تفصيلي عند المسؤولين عن الجمارك. لو عاد الأمر لي لفتحت الحدود بشكل كامل ولما بقي شيء بيننا وبين لبنان يفرّقنا على الإطلاق.

سئل الشرع عن العلاقة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون قال: "في موضوع الرئيس جوزاف عون فقد ذكرنا في السابق أننا ندعمه رغم أننا لا نعرفه وليس بيننا علاقات. ولكننا رأينا أن هناك شبه توافق عليه في لبنان، ونحن ندعم خيارات التوافق اللبناني على أي صعيد كان. قلنا رأينا في ذلك الوقت ولم نكن نتحدث لا مع الرئيس جوزاف عون ولا كان هناك تواصل بيننا وبين دولة الرئيس ميقاتي.

أعتقد أنه ستكون هناك علاقات استراتيجية طويلة الأمد، وبيننا وبين لبنان مصالح مشتركة كبيرة جداً. إننا نتطلع الى وجود حالة مستقرة في لبنان بوجود فخامة الرئيس جوزاف عون أو دولة الرئيس في حال أعيد تكليفه مجدداً ونأمل ذلك إن شاء الله. وستكون هناك علاقة استراتيجية طويلة الأمد بيننا وبين لبنان تبنى على قواعد صحيحة وسليمة، إن شاء الله".

وعن ملف مزارع شبعا قال: من المبكر الحديث عن كل التفاصيل. هناك مشاكل كثيرة في الواقع السوري ولا نستطيع حلها دفعة واحدة، بل نحتاج الى تجزئتها والبحث عن حلول هادئة لكل مشكلة. لا نستطيع خلال شهر أن نعالج مشاكل عالقة من عشرات السنين.

وعقّب الرئيس ميقاتي بالقول: "هذا الملف جزء من موضوع ترسيم الحدود".

وعن المفقودين اللبنانيين في سوريا والصحافي الأميركي أوستن تايس في ضوء طلب والدته من رئيس الحكومة فتح هذا الملف قال الرئيس ميقاتي: "بحثنا في هذا الموضوع والجانب السوري يقوم بدوره كاملاً في إنشاء هيئة خاصة للأمور الجنائية والبحث عن كل المفقودين مع اللوائح، ونحن سنزود الإدارة السورية الجديدة باللوائح الكاملة بأسماء المفقودين، وربما تكون هناك حاجة للقيام بفحوصات جنائية وفحوصات الحمض النووي. أما بشأن السؤال عن الصحافي الأميركي المفقود فهم بكل اهتمام يتابعون هذا الموضوع للعثور عليه بإذن الله حياً".

وفي ختام المؤتمر الصحافي ودّع السيد الشرع رئيس الحكومة عند مدخل قصر الشعب، كما كان استقبله في بداية الزيارة.

وعصراً عاد رئيس الحكومة الى بيروت.

الرئيس ميقاتي: نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد وأن تكون المرجعية للدولة وحدها

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أننا نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة  وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه".


وشدد على "أن التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701، وأولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية".


مواقف رئيس الحكومة جاءت في خلال زيارته وزارة الخارجية والمغتربين، حيث اجتمع أولاً مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب.


ثم عقد رئيس الحكومة اجتماعاً في حضور الأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير هاني الشميطلي مع أعضاء السلك الديبلوماسي والإداري في الوزارة.


استهل الوزير بو حبيب اللقاء بكلمة قال فيها: دولة الرئيس يسرني ويسعدني، أنا وزملائي في الوزارة، تشريفكم وحضوركم بيننا اليوم، ونحن نفتح صفحة جديدة نستبشر بها كل الخير لوطننا الحبيب لبنان. لقد مرت علينا ظروف قاسية خلال الأشهر الماضية، وقد عملنا كوزارة بتوجيهاتكم وبالتنسيق معكم ومع الوزارات المعنية. كما كانت بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية في قلب الحدث، ولم توفر الدبلوماسية اللبنانية المنتشرة في دول العالم كافة جهداً لإجراء الإتصالات مع العواصم المعتمدين لديها. كما ساهمت هذه البعثات وطواقمها، بالتعاون مع الجاليات والمؤسسات الأجنبية، في تأمين كل ما تيسر من احتياجات. إن هذا العمل التكاملي بين الوزارة وسائر الإدارات المعنية نموذج لما يمكن أن نحققه حين تتكاتف الجهود والطاقات.


أضاف: طموحاتنا كبيرة، وبالرغم من كل ما حدث فإننا محكومون بالأمل والرجاء، لا سيما في زمن الأعياد. نتطلع أن يحمل العام الجديد ولادة جديدة للبنان فيعود وطن النور، والإشعاع، والسلام. ثقوا بأن الدبلوماسية اللبنانية جاهزة لأداء رسالتها من أجل خير لبنان وازدهاره".


رئيس الحكومة


ثم تحدث رئيس الحكومة فقال: أردت في زيارتي لوزارة الخارجية أولاً أن أشكر معالي الوزير عبد الله بو حبيب الذي، رغم أن البعض يعتبر إنه لأسباب سياسية هناك نوع من الإختلاف في وجهات النظر، أؤكد أن وجهة نظرنا واحدة لأن اهتمامي واهتمامه هو لبنان الوطن وكيف يمكن إعادته لكي يكون حقيقة قادراً وفاعلاً ومشعاً للعالم.


لذلك أود أن أشكر الوزير بو حبيب على ما يقوم به، والشكر موصول الى كافة أعضاء السلك الديبلوماسي في وزارة الخارجية والذي يعمل ويتابع، كذلك الى الديبلوماسيين الذين يقومون بعملهم بأفضل شكل في الخارج، وأنا أتابع ذلك، من خلال كل التقارير الذي يرسلها لي وزير الخارجية والمرسلة من قبل السفراء في الخارج، وأعلم ما مدى المهنية الكبيرة الموجودة لدى معظم السفراء.


أضاف: "نحن مررنا ولا نزال نمر في ظروف صعبة، ولسوء الحظ لا يمكن أن نقول أنها ظروف مؤقتة ونحن نمر بها منذ فترة طويلة جداً. أنا أعتبر أن لبنان موجود في ممر بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، وكلما تهب عاصفة من أي اتجاه تمر في لبنان، وعندما تكون قوية جداً نحن كلبنانيين بدلاً من البقاء في منزلنا وإغلاق النوافذ علينا كي لا نتأثر بما يجري، فإننا ننزل الى الشارع للنظر إليها، ولم ننتبه أنه يجب علينا إغلاق نوافذنا لتفادي أضرار العاصفة".


وقال: علينا أن نكون حريصين على بعضنا البعض ونحافظ على وطنيتنا للتغلب على شكوكنا ببعضنا البعض والتدخل بأمور ربما ليست تعنينا.وكل واحد منا يركض عندما تهب العاصفة لأخذ وكالة حصرية من دولة أخرى ليكون وكيلاً حصرياً لها بلبنان. وعندما تتفق هذه الدول مع بعضها نحتاج الى وقت لتصفية هذه الوكالة الحصرية. إنكم تعملون بجسم وقلب وتفكير واحد، وإنكم على مقدار المسؤولية في هذه الظروف الصعبة".


تابع: "منذ يومين استقبلت رئيس لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي، واليوم استقبلت الجنرال الفرنسي المشارك في اللجنة، وكان تأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أي أراضي لبنانية تقدم إليها في الفترة الماضية، وهذا هو الأساس لنبدأ بالعمل الصحيح لإعادة السلام الى جنوب الليطاني ولكل الأراضي اللبنانية.


أضاف: نحن اليوم بأشد الحاجة لتضافر الجهود ولأن نكون جميعاً يداً واحدة وألا نتشاطر على بعضنا البعض. أكرر شكري للجهود الديبلوماسية التي قام بها الوزير بو حبيب وللديبلوماسيين على حركتهم المميزة رغم أنني أعرف ضآلة الإمكانات والظروف الصعبة. وبمناسبة قرب الأعياد أتمنى لكم عيد ميلاد سعيداً ومجيداً وأن يكون خيراً على لبنان.


ورداً على سؤال قال: إن موضوع التشكيلات الديبلوماسية مرتبط بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، علماً أن معالي الوزير يقوم بسد بعض الثغرات بإجراءات مؤقتة.


ورداً على سؤال قال: إن التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701. أولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية.


أضاف: موضوع سحب السلاح يحتاج الى وفاق وطني. ونحن نسعى للوصول الى استقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه.

الرئيس ميقاتي: ملتزمون تطبيق القرار ١٧٠١ وأدعو دول العالم والمؤسسات الدولية الى تحمّل مسؤولياتها

رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا، شارك  فيها وزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد مكاري، الدفاع الوطني موريس سليم، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، الشؤون الاجتماعية نجلا رياشي، السياحة وليد نصار، الاتصالات جوني القرم، البيئة ناصر ياسين، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والاقتصاد والتجارة أمين سلام، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.


كما شارك في جانب من الجلسة قائد الجيش العماد جوزاف عون.


كلمة رئيس الحكومة


بعد انتهاء الجلسة تحدث رئيس الحكومة فقال: بداية أتقدم بالتعزية بشهداء العدوان الاسرائيلي على لبنان، متمنياً الشفاء للجرحى والمصابين. على رغم هذا الوجع الكبير، وهول الكارثة التي حلّت بالوطن، لا يسعنا إلا أن نقول إنه يوم جديد نأمل أن يحمل معه السلام والاستقرار.


في هذا اليوم تبدأ مسيرة الألف ميل في إعادة إعمار ما تهدّم، واستكمال تعزيز دور المؤسسات الشرعية، وفي طليعتها الجيش، الذي نعلّق عليه الآمال العريضة في بسط سلطة الدولة على كل مساحة الوطن وتعزيز حضوره في الجنوب الجريح.


القرار


اضاف: في جلسة اليوم اتخذنا سلسلة المقررات الاتية: اكّد المَجلس مُجدّداً على قراره رقم 1 تاريخ 11/10/2024 في شقّه المُتعلّق بإلتزام الحكومة اللبنانيّة تَنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 تاريخ 11 آب 2006 بمُندرجاته كافّة لا سيّما ما يتعلّق بتعزيز إنتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني وفقاً للترتيبات المُرفقة ربطاً (Arrangements) والتي صدرت بالأمس ببيان مشترك عن الولايات المُتحدة الأميركية وفرنسا والتي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذا القرار بعد أن أخذ المجلس علماً بها ووافق على مضمونها، كما واستناداً إلى خطة عمليات تضعها قيادة الجيش وترفعها وفقاً للاصول إلى  مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المُباشرة بتنفيذها.


ومن جهة ثانية، فإن الحكومة اللبنانية، وإذ تُثني على الدّور الذي تَقوم به قوّة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، تُشدّد أيضاً على إلتزامها قرار مجلس الأمن رقم 2749 تاريخ 28/8/2024 لا سيّما لجهة التنفيذ الكامل للقرار رقم 1701 والوقف التام للأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار عبر الخط الأزرق.


كما تقرر أيضاً، إبلاغ نسخة عن هذا القرار ومرفقاته إلى مجلس النواب للإطلاع وأخذ العلم.


وتابع رئيس الحكومة: إنه يوم جديد تُطوى فيه مرحلة من أقسى مراحل المعاناة، التي عاشها اللبنانيون في تاريخهم الحديث، لا بل كانت الاكثر قساوة وأملا.
نحن  اليوم  امام موقف  وطني و تاريخي، ونعيش لحظات إستثنائية نتبصَّر فيها إيجاد حلول جدية للوضع المأزوم الذي نعيشه.


المسؤولية كبيرة وجماعية في حجم المأساة، علينا جميعًا حكومة ومجلسًا نيابيًا وقوىً سياسية التكاتف والانخراط في ورشة الإصلاح وبناء دولة حديثة يتشارك الجميع في تدعيم أسسها. كفانا حروبًا ومآسي وكوارث.


منذ اليوم الاول لكارثة النزوح التي حصلت لم تتوان الحكومة عن الاضطلاع بدورها الكامل، وما تم تحقيقه عمل جبار تشكر عليه كل الوزارات والمؤسسات.


نشكر جهود كل الدول الصديقة والشقيقة التي ساعدت ولا تزال، على وضع خاتمة مشكورة لمحنة القتل والتدمير والتهجير .


معاً نستعيد ثقة العالم بنا ونعيد  ثقة اللبنانيين بالدولة ونؤكد المرجعية الامنية للجيش في الجنوب، بما يُسقطُ الحجج التي يختبئ وراءها العدو.


نحن أقوياء بالحق وبمحبة العالم للبنان ومتشبثون بسيادة الدولة بحراً وارضاً و جواً، خارج أي إنتهاك وتبريرات ساقطة.


اجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد.


كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.


من حق اهلنا ان يعودوا إلى ارضهم وبلداتهم ويعيشوا بسلام.


نحن مع اهلنا في الجنوب و البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى امتداد الوطن، لدعم حضورهم الاجتماعي وتحصين صمودهم بكل ما أوتيت الدولة من قوة. وسنواكب اوضاعهم ونعمل مع المجتمعات الصديقة لإعادة الإعمار وتحقيق عودتهم الكريمة إلى مناطقهم.


لبنان يستحق منا جميعا كل جهد وصبر وايمان بأن الغد سيكون مشرقاً و مفعماً بالرجاء وتضامن جميع ابنائه.


نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل شرط أن نضع خلافاتنا الظرفية جانبًا، وأن نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل.


اخواني اريد ان أقول كلمة من القلب الى جميع المواطنين في لبنان لنأخذ العبر من المرحلة الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية ونستعرضها سويا ونرى نصف الكوب الممتلئ.


أولا اتحدث عن الاحتضان الذي حصل بين اللبنانيين. الكل كان يراهن على الفتنة وعلى عدم قبول الاخر فرأينا، في كل المناطق على رغم اختلاف الاوضاع الاجتماعية وصعوبة هذه الأوضاع، كيف احتضن جميع اللبنانيين بعضهم البعض بكل محبة وخاصة في المناطق التي ربما كان البعض يعتقد انها من الصعب ان تستقبل الاخرين. فهذه عبرة يجب ان نأخذها بأن لا شيء يفرق بين اللبنانيين.


الامر الثاني، الجيش والدور الذي يقوم به حيث هناك 46 شهيدا من صفوفه عدا الجرحى الذين أصيبوا من جراء هذه الحرب، فالجيش  يقوم بواجباته في اصعب الظروف.


كما ان الامن الداخلي في لبنان كان مستتباً خلال هذه الفترة بشكل كامل نوعا ما لما نحن نمر به، كذلك القطاع الصحي والشهداء منه والمسعفين الذين أصيبوا خلال هذه المرحلة، إضافة الى ان القطاع الصحي استجاب رغم كل الظروف التي مرت وكما تعلمون لدينا اكثر من 15 الف جريح، فكان  القطاع الصحي قادرا على استيعابهم وتطبيبهم على المستوى المطلوب.


وكما اننا نأخذ مثل مطار بيروت الدولي والاستمرار بالعمل به، وهذه التجربة يمكن ان تكون مثمرة في المستقبل من خلال التعاون الذي حصل بين إدارة طيران الشرق الأوسط والحكومة اللبنانية حيث قدمت الحكومة ومجلس الوزراء كل ما يلزم للشركة من اجل الاستمرار في مهامها إضافة الى تأمين الامن في المطار، ولا بد لي ان اشكر إدارة "الميدل ايست" بشخص رئيسها محمد الحوت وكل الموظفين فيها، من ملاحين ومضيفين ومضيفات ومهندسين وعمال على شجاعتهم واصرارهم على ان يبقى هذا المرفق يعمل بكل ما للكلمة من معنى.


كما اشكر القطاع الخاص حيث لاحظنا، خلال هذه الفترة، استمرار توافر كافة المواد في الأسواق اللبنانية ولم ينقص شيئ، وهذا دليل بأن هذا القطاع هو حي وحيوي دائماً.


كما اشكر المؤسسات الأهلية التي تعاونت مع الدولة وقامت بواجباتها كاملة وهي عديدة وعملت بكل إخلاص من أجل مواجهة موضوع النازحين في هذه الظروف الصعبة. ان التضامن الوطني كان كاملا عند الجميع في هذا الظرف، ومن العبر التي اخذتها في هذه الفترة، وهي الأهم، هي التعاون بين رئاسة مجلس الوزراء ورئيس المجلس النيابي، فكان التعاون مع الرئيس بري من موقعه الوطني وبيننا نموذجيا أدى إلى ما وصلنا اليه اليوم. وفي هذه المناسبة اشكر الرئيس بري على كل الجهد الذي قام به في الفترة الماضية، وهو جهد كبير اتابعه وأعي تماما ما اقوله وادعو الله بأن يطيل لنا الله بعمره المديد.


وآمل اليوم بعد استعراض هذه الأمور أن تكون هناك صفحة جديدة في لبنان، كما آمل بأن تؤدي الأيام المقبلة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وانتظام عمل المؤسسات الدستورية لما فيه خير هذا الوطن.

3 الصور
إطبع


الرئيس ميقاتي رعى إطلاق حملة "صيف لبنان 2022": نمر اليوم في أوقات صعبة ويجب أن يكون لدينا دائماً الأمل
الأربعاء، ٢٠ تموز، ٢٠٢٢

أطلق وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار ظهر اليوم، حملة "صيف لبنان 2022 - أهلا بهالطلة"، برعاية الرئيس نجيب ميقاتي، في احتفال أقيم في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة طيران الشرق الأوسط بالتعاون مع Live Love Lebanon. وحضره كل من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، الإعلام زياد المكاري، الأشغال العامة والنقل علي حميه، الصناعه جورج بوشكيان، الشباب والرياضة جورج كلاس، الإقتصاد والتجارة أمين سلام، المهجرين عصام شرف الدين ورئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت والمدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن. كما حضر الحفل النائبان أيوب حميد ووضاح الصادق وسفراء: الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا والإتحاد الأوروبي رالف طراف وتركيا والسويد وإيطاليا وهولندا وقطر، وعدد كبير من ممثلي المؤسسات السياحية والشخصيات والعاملين في المجال السياحي في لبنان.

بيطار

بعد النشيد الوطني، ألقى أحد مؤسسي Live Love Lebanon إيدي بيطار كلمة شرح فيها العروض التي تقوم بها الشركة، وقال: "كشركاء استراتيجيين مع وزارة السياحة، وقعنا مذكرة تفاهم وعلى أساس ذلك نكمل ما بدأناه من 10 سنين".

أضاف : "تأسست Live love Lebanon في 2012 وبدأت من مبادرة بسيطة هدفها ترويج لبنان لإظهار صورة إيجابية عن البلد وتشبهنا، ومن خلال حملة جماعية على وسائل التواصل الإجتماعي ومن خلال آلاف الصور التي وصلتنا استطعنا كتابة السيرة الذاتية البصرية لبلدنا الحبيب وكانت النتيجة الملايين من الصور والتي ما زالت تصلنا كل يوم".

وقال بيطار: "استطاعت هذه المنصة أن تجمع محبي لبنان وبدأت في بيروت وانتشرت سريعاً في كل المناطق اللبنانية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب من خلال شبكة شباب أصبحوا سفراء لنا واليوم كبرت هذه العيلة وأصبحت تجمع أكثر من 200 سفير لها في كل المناطق اللبنانية، ونقوم بنشاطات ثقافية وفنية وبيئية. واليوم هناك أكثر من 25000 مستخدم لتطبيقنا".

وأشار بيطار الى "أن الهدف من هذا التطبيق هو أولاً عمل مسح للمناطق والأماكن والترويج للمعالم الثقافية والطبيعية والسياحية وغيرها في لبنان، وبتمويل من MEPI عملنا على تطوير هذا التطبيق لإطلاقه مجاناً، وهنا نشكر السفيرة الأميركية وفريق MEPI الذي يتابعنا ويدعمنا".

أضاف: "على صعيد آخر وبدعم من الإتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي استطعنا مسح وتجهيز أكثر من 20 درب للمستويات السهلة والمتوسطة تمكن هواة رياضة المشي والأفراد والعائلات أن يستمتعوا بأمان بطبيعة لبنان الخلابة".

وتابع بيطار: "لا نستطيع أن ننسى، ونحن على أبواب الذكرى السنوية الثانية للإنفجار الكارثي بمرفأ بيروت في الرابع من آب هذه الذكرى الأليمة، وما زلنا نشهد مرحلة أزمات من أصعب المراحل التي مر بها لبنان. من هنا نرى أن لا أحد يستطيع أن يعمل لوحده لذلك نسعى نحو حوكمة تعاونية يتعاون من خلالها كل الأطراف لنصل يداً بيد للبنان الذي نحلم به".

نصار

ثم تحدث وزير السياحة المهندس وليد نصار فقال: "دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، سعادة السّفراء، أصحاب المعالي والسّعادة، الحضور الكريم. هوَ طائرُ الفينيقِ الّذي فَرَدَ أجنحتَهُ على امتدادِ العالمِ أجمع. هوَ تلكَ القدرةُ الخالدةُ على المقاومةِ والنّهوض من تحتِ الرّماد. هوَ بوّابةُ الشّرقِ ... نعم ... وبكلِّ فخرٍ ورَغمَ الصّعابِ ... هوَ لبنان".

أضاف: "جَعلَ موقعُ لبنانَ الجغرافيّ منه صِلةَ الوصلِ بين الشرقِ والغرب. إلا أنّ استعادةَ لبنان لسلامِهِ الاقتصاديِّ رهنٌ بإعادةِ بناءِ ثقةِ المجتمعِ الدّوليِّ فيه واستمرارِ دعمِ أشقّائِهِ وأصدقائِهِ من خلالِ توطيد العلاقاتِ الأخويّةِ بين لبنان والدّولِ الصديقةِ كافّة. نتطلّع إلى رؤيةِ أشقّائِنا العرب في بلدِهم الثّاني لبنان وعَمِلنا على تحقيقِ ذلكَ منذُ اليومِ الأوّل لتولّينا هذهِ الحقيبةِ وما زلنا مستمرّين بالعملِ الدّؤوبِ، علمًا أنّه يتطلّب مجهودًا كبيرًا على صعيدِ الدّولةِ والحكومة".

وأشار نصار الى أن "السّياحةُ هيَ العمودُ الفقريُّ للبنان واقتصادِه ونحنُ نفتخرُ بأنَّ وطنَنا جاذبٌ للجميعِ  سياحيًّا لتنوُّعِهِ على المستوى الطبيعي والمناخي وعلى المستوى الاقتصادي إذ يُمكن لفئاتِ المجتمعِ المختلفةِ زيارةَ لبنان. وبما أنَّ اليدَ الواحدةَ لا تصفّق ولأنّنا نُؤمنُ بأنّ الشّراكةَ بين القطاعين العامِّ والخاصِّ تُؤتي ثمارَها بشكلٍ أفضل، يبقى القطاعُ الخاصُّ الرّفيقَ الدائمَ في مشاريعِنا السّياحيةِ جميعِها. فقد أثبتَ القطاعُ الخاصُّ نجاحَهُ وإبداعَهُ ووصلَ  إلى العالميّةِ. وتمثِّلُ هذهِ  الحملةُ  خيرَ  دليلٍ على التّعاونِ  النّاجحِ بين القطاعين العامِّ والخاصّ".

وتابع: "أهلا بهالطلة" ليست الحملةُ الأولى ولن تكونَ الأخيرةُ لترويجِ السياحةِ على المستويَين الداخلي والخارجي، إذ أنّ إطلاقَ الحملاتِ والرّزمِ السياحيةِ هو جزءٌ من خطّةِ عملٍ متكاملةٍ بدأنا بها منذُ اليومِ الأوّلِ لتولّينا هذا المنصب، ومن هُنا تأتي مطالبتُنا الدائمةُ باستحداثِ وزارةِ للتخطيطِ لإيمانِنا بأنّه من خلالِ التّخطيطِ والإرادةِ وحُسنِ التنفيذِ نَصنعُ حاضرَنا ونَضمَنُ مستقبلَنا، ليسَ على صعيد السياحة فّحَسْب بل على صعيدِ الوطنِ أجمعْ".

وتطرّق نصار الى أبرزِ نقاطِ خطّةِ عملِ وزارةِ السّياحة، فقال: "أبدأُ منَ المشروعِ الأهمِّ ضمنَ هذهِ الخطةِ ألا وهُوَ مشروعُ اللامركزيةِ الإداريّةِ السّياحيّةِ. فَقدْ باشرنَا بزيادةِ عددِ مكاتبِ وزارة السّياحةِ في المناطقِ كافّة ليَصِلَ عددُها الإجماليُّ إلى 37 مكتبًا. وكلُّ ذلكَ يدخلُ في إطارِ الخطةِ الّتي ستطبّقُ على مدى سنتين وتهدِفُ إلى تسهيلِ الأمورِ على كلٍّ من المواطنِ والمستثمرِ والسّائحِ على حدٍّ سواء. وفي هذا السياقِ سنتعاونُ مع بلديةِ زغرتا-إهدن لنفتتحَ مكتبًا جديدًا في منطقة إهدن في 30 من شهر تموز الجاري. كما سنفتتحُ في الأسبوعِ المقبلِ مكتب الشباك الموحد "One Stop Shop" في مبنى الوزارة وسيكونُ صلةَ الوصلِ بين الإدارةِ المركزيةِ والمكاتبِ السياحيّةِ في المناطقِ المختلفةِ. إضافةً إلى ذلك  عدَّلْنا  مهامَ  المكاتِبِ لتتحوّلَ من مكاتب استعلاميةِ فقط إلى مكاتب استقبالِ طلباتِ التّرخيصِ للمؤسساتِ السياحيّةِ، وسنزوِّدُ كلٍّ منها بخدمةِ "تجربةِ الزائر" من خلالِ مشروع "Visitors Experience" عبر ملءِ استمارةٍ إلكترونيًّا. وتهدف هذه الخدمةُ إلى تقويمِ نوعيّةِ الخدماتِ السّياحيةِ كافّة وصولًا إلى تحسينِ السياحةِ الداخليةِ وتطويرها. ونتقدّم بجزيل الشكرِ والتّقديرِ إلى وكالةِ التّعاون والتّنسيق التركية "TIKA" الّتي موّلتْ تنفيذ الـ"One Stop Shop" . كذلك لمْ يغِبْ مطارُ بيروتَ الدوليّ واستقبالُ الوافدين عن برنامجِ العملِ، فقد أعيدَ تأهيلُ مكتب وزارةِ السياحةِ في حرمِ المطارِ وتفعيلِه. ولم يقتصرْ اهتمامُنا بمبنى مطارِ بيروتَ الدولي على مكتبِ وزارةِ السياحةِ فقط، بل نعملُ بالتعاونِ مع وزارة الأشغالِ العامة والنقل على تنظيمِ موضوع تاكسي المطار ونسعى إلى إقرارِ اقتراحِ قانونٍ تبلَّغنا بأنّه سيُدْرَج على جدولِ أعمالِ الهيئة العامة لمجلسِ النُوّاب الّتي ستَنْعقدُ الأسبوعَ المقبل، وسيسمحُ هذا القانون للدّولةِ اللبنانيةِ باستيفاءِ رسومِها من شركاتِ الطيران بالعملاتِ الأجنبيّةِ، ما يَزيدُ من إيراداتِ المديريّةِ العامّة للطيرانِ المدنيّ".

وتابع: "كما عَمِلْنا على تحسينِ الطريقِ الرئيسِ الذي يربِطُ بين مطارِ بيروتَ الدولي ومدينةِ بيروت. ولا بُدَّ لنا منْ أن نّشكُرَ اتحادَ البلدياتِ والبلدياتِ المعنيةَ على تعاونِهِم في موضوعِ الشراكةِ مع القطاعِ الخاصّ. فضلًا عن ذلك، أعدْنا تفعيلَ دورِ المجلسِ الوطني لإنماءِ السياحة بعد غيابٍ دام اثنتَيْ عشْرَةَ سنةً، لما لهُ من أهميّةٍ في تطويرِ القطاعِ السياحي. واستعادَ هذا المجلسُ نشاطَهُ،  حيثُ تمَّ انتخابُ مجلسِ إدارةٍ جديدٍ يجتمعُ اسبوعيًا، كما أُعلِنَ عن فتحِ بابِ الانتسابِ للهيئةِ العامّةِ بهدف استقطابِ العددِ الأكبر من رجالِ الأعمالِ والمستثمرينَ وأصحابِ الاختصاصِ في مجالِ السياحةِ من اللبنانيّين المقيمين والمغتربين".

وأردف: "وطبعًا عندما نتحدّثُ عن السياحةِ في لبنان لا بُدَّ لنا من ذِكرِ المهرجاناتِ الدوليةِ والمحليةِ، إذ نشهدُ اليومَ على إعادةِ إطلاقِها بعدَ غيابٍ طويلٍ، فقد عادت مهرجانات بعلبك وبيت الدين وطرابلس والبترون وجونية وجبيل وجزّين وإهدن وغلبون ورشميا وغيرها من المهرجاناتِ الّتي يتمُّ التحضيرُ لها في المناطقِ اللبنانيةِ المختلفة. وبعد جمالِ لبنانَ الطبيعيِّ لا بُدَّ لنا من الحديثِ عن جمالِهِ الإنساني إذ رفضَ اللبنانيُّ أنْ ينحصرَ في الحدودِ الجغرافيةِ للوطن. فقد أبحرَ حولَ المتوسطِ وأثبتَ وجودَه في مختلفِ المجالاتِ وتميّزَ وحصلَ على الأفضلِ في مجال الموسيقى والطعامِ وتصميمِ الأزياءِ والمجوهرات. وبالحديثِ عن الجمال ...  خلقَ اللهُ الجمالَ فكانتِ المرأةُ، وكيف إذا كانتِ المرأةُ اللبنانيةُ التي تُثبتُ بأنوثتِها وثقافتِها وذكائِها أنّها ناجحةٌ ورائدةٌ أينما تواجدتْ. وأعدنا هذا العام إطلاقَ مسابقةِ ملكة جمال لبنان بالشّراكة مع المؤسسة اللبنانية للإرسال، حيث تمّت تسميتها We Miss Lebanon، لأننا في الواقع افتقدنا لبنانَنا الّذي أوصل نجاحاتِنا إلى العالمية إذ ساهمتْ مسابقةُ ملكة جمال لبنان بدخول مشتركاتٍ عدّة إلى عالمِ التمثيلِ المحلي والعالمي وعرضِ الأزياءِ وتقديمِ البرامج... ونِتاجُ هذا العامِ لن يكونَ مختلفًا".

وقال: "نلتقي اليومَ لإطلاقِ حملة "أهلا بهالطلّة" بالتعاونِ مع جمعية "Live Love Lebanon" الّتي سَبقَ أن وقّعْنا معها مذكرةَ تفاهمٍ وشراكةٍ لترويجِ السياحةِ اللبنانيةِ إلى العالمِ. وتهدفُ المذكرةُ إلى إطلاقِ منصّاتِ  يشاركُ من خلالِها الشبابُ والمؤثرون "influencers" في عالم الـ"social media" خبراتِهم وتجارُبِهِم لتسويقِ السياحةِ اللبنانيةِ وترويجِها والإضاءةِ على المعالمِ السياحية والكنوزِ الأثريّةِ والتراثيّةِ والتاريخيةِ بواسطةِ أهمّ التقنيّاتِ، وذلك بالتعاونِ  مع الوزاراتِ المختصّةِ ومنها وزارات الثقافة والبيئة والزراعة والشباب والرياضة وغيرها. كما أطلقْنا اليومَ الفيديو الترويجيّ والسياحي الذي يُظهرُ جمالَ وطنِنا ومميزاتِه السياحيةِ ونهدف من خلالِه إلى ايصال لبنان إلى العالمية. هدفُنا من الإضاءةِ على القطاعِ السياحي وتفعيلِه ليس ماديًا فقط بل نسعى إلى تشجيع المغتربِ وحثِّه على الحفاظِ على الهويةِ اللبنانيةِ من خلال تعريفِ الجيلِ الجديدِ الذي وُلدَ خارج الوطنِ على ثقافةِ بلادِه ومعالِمِها، والحرصِ على عدَمِ  قطْعِ  صلةِ  هذه  الأجيال  بوطنِها  الأم لأنها كنزُ لبنانَ وثروتُه الحقيقية".

أضاف: "وفي هذا السياق نشيرُ إلى أننّا أعلنّا منذ ما يقاربُ الشهرين أنّ عددَ الوافدين المتوقعَ استنادًا إلى مؤشراتٍ وإحصاءاتٍ واقعيةٍ سيصلُ إلى حوالَي مليون ومئتي ألف وافدٍ في خلالِ الموسمِ السياحي الصيفي الحالي، يتوزعون بنسبة 75 بالمئة لبنانيين مغتربين و25 بالمئة من الأجانب. فعلى سبيل ِالمثال وصلَ عددُ الوافدين في شهر أيار 2022 إلى 300867 وافدًا مقابل 157694 وافدًا في أيار 2021 وبالمقارنة مع الفترة نفسِها من العام 2019، الذي يعتبرُ عام الذروة نسبةً إلى عدد الوافدين، نجد أنّ نسبةَ تراجعِ عددِ السياح قد تقلصتْ من 60.9 بالمئة بين العامين 2019 و 2021  إلى نسبة 25.5 بالمئة بين العامين 2019  و2022. ممّا يؤكدُ نجاحَ حملاتِ الترويجِ السياحية في المساهمةِ باستقطابِ المغتربين والأجانب".

وتابع: "لطالما كان الدعمُ والتعاونُ الخارجي والإنفتاحُ على الدولِ العربيةِ والغربية من أهمِّ شروطِ نجاحِ القطاع السياحي. والدعمُ الذي نشهدْهُ اليومَ في هذا الحدث هو من: European Union- الاتحاد  الاوروبي وبنك الاستثمار الاوروبي European Investment Bank ومن  MEPI  –  The US – Middle East Partnership Initiative  ومؤخرًا موقُف السفيرِ السعودي الدكتور وليد البخاري الّذي أعلنَ عن استجابةِ المملكة العربية السعودية لطلبِنا بالسماحِ للبنانيين بالدخولِ إلى المملكة من دون الحجر 14 يومًا في بلدٍ آخر في حال زيارتِهِم للبنان هو خيرُ دليلٍ على ذلك".

وأكد نصار التزامه "الاستمرارِ في العمل بكلِّ زخمٍ وإرادةٍ وقوّةٍ لإنجاحِ الخططِ التي تضعُها وزارةُ السياحة ولم آتِ على ذكرِها كلِّها.  أشكرُ كلَّ من ساهمَ في إنجاحِ هذه الحملة… من مؤسساتٍ خاصّةٍ وداعمين  وجمعياتِ المجتمعِ المدني وشركة TBWAوجمعيةlive love Lebanon  وكلَّ شركاتِ الإعلاناتِ والبلدياتِ التي استجابتْ لطلبنا وكل الشكر  للاتحاد الاوروبي - European Union  وبنك الاستثمار الاوروبي European Investment Bank  وThe US – Middle East Partnership Initiative  التابعة للسفارةِ الأميركيةِ في بيرو ت على كلّ الجهود لدعمِ الاقتصادِ اللبناني وتقديمِ الخدماتِ في المجالاتِ كافّة. وشكرٌ خاصّ  لشركةِ "الميدل إيست" ولرئيسِ مجلسِ إدارتها الأستاذ محمد الحوت على كلّ الدعمِ منذ اليومِ الأوّل ولإدارةِ مطار بيروت الدولي وجهازِ أمن المطار".

وختم الوزير نصار شاكراً "لراعي هذا الحدث دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي لدعمِه الكاملِ ومتابعتِه الدائمةِ وتقديمِه جميعِ التسهيلاتِ لإنجاح هذا القطاع. وبإذن الله مكملين … ومتل ما بلّشنا منختم، أهلا بهالطلّة. وشكرًا لحضورِكُم جميعًا".

شيا

أما السفيرة الأميركية دوروثي شيا، فأعربت عن سرورها لمشاركتها في هذا الحفل، وقالت: "يسرني المشاركة في إطلاق حملة سياحية لصيف لبنان 2022".

أضافت: "إن الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على السياحة وإن الأزمة اللبنانية الاقتصادية والمالية صعبة جداً وكذلك كانت جائحة "كورونا"، وأيضاً الانفجار الهائل في المرفأ والتحديات الكبيرة التي واجهتها الكوادر الطبية وعلى رغم كل ذلك فإن كل الطائرات التي تحط في المطار مليئة بالسياح وأنا كنت أعمل من أجل أن نعزز السياحة في لبنان مع العائلة والأهل لذلك أتشاطر معكم التفاؤل بهذا الصيف الواعد جداً. وهنا لا بد من أن نثني على عمل الوزير وليد نصار وأيضاً السيد إيدي بيطار وفريقه الديناميكي في Live love lebanon لمواجهة التحديات ولجذب الأمل لكل اللبنانيين الذين يعيشون هنا أو في الخارج".

أضافت: "نحن في سفارة الولايات المتحدة الأميركية نرغب بتعزيز جمال لبنان عبر تطوير ودعم تطبيق live love lebanon . إن هذا المشروع كان عنصراً أساسياً في الشراكة المتوسطية وعبر هذا البرنامج استثمرنا أكثر من 300 مليون دولار أميركي ويسرنا التعاون مع live love lebanon ونأمل أن نتابع هذه الجهود.

طراف

أما سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف فنوه في كلمة بـ "التعاون القائم ما بين لبنان والاتحاد الأوروبي في المجال السياحي"، مشدداً على "أهمية ودور هذا القطاع الحيوي الهامّ في تعزيز التواصل ما بين لبنان والاتحاد الأوروبي". وأشاد "بدور وزارة السياحة اللبنانية والمؤسسات السياحية في هذا الإطار وبجمال لبنان وثقافته المتنوعة".

المكاري

وكان لوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري تعليق على الحدث السياحي، فقال: "بالفعل إن هذا الحدث يكبر القلب ويؤكد دور الشباب والشابات المؤمنين بلبنان وأن ينجزوا هذا العمل الذي في إمكاننا أن نضعه في مصاف الإنجاز الدولي وليس المحلي فقط. نحن ننوّه بهذا الدور ونأمل أن تكون هناك مبادرات أخرى مماثلة".

ميقاتي

أما راعي الحفل الرئيس ميقاتي، فقال في كلمة: "أنا سعيد جداً أن أرعى هذا الاحتفال اليوم، لأننا في هذه الأيام السوداء، نرى ضوءاً  ساطعاً يلمع  في قطاع اقتصادي مهم ينمو، ويكبر وينجح. هذا هو لبنان، ويجب أن يكون لدينا دائماً الأمل، أن لا خيار للبنان إلا أن يكون مزدهراً وينمو نموه الطبيعي.

نمر اليوم  في أوقات صعبة، والإنسان يجب ألا يرى مقياس النجاح في أيام البحبوحة بل في الأيام الصعبة. من هنا أردت أن أشارك في هذا اللقاء لأقول بأن وزارة السياحة استطاعت أن تقوم بنقلة نوعية للسياحة في هذه الأوقات الصعبة.

إننا نرى المصاعب  في كل مطارات العالم، وقد قمت الأسبوع الماضي بجولة في مطارين، مطار لندن حيث وصلت طائرة طيران الشرق الأوسط قبل وقتها بخمس دقائق وبقيت أكثر من ساعة لتتمكن من الهبوط.

أما في مطار أوروبي آخر فقد وصلت الحقائب الى السقف وعندما استفسرت عن الأمر قيل لي بأنها حقائب مفقودة. أما نحن وعلى رغم كل الصعوبات فإن مطار بيروت يقوم بكل واجباته. إنارة مطار بيروت ليست أمراً سهلاً، وكل ساعة كهرباء تؤخذ قسراً  ليظل المطار موجوداً وفاعلاً. ومن هنا أكرر توجيه الشكر لإدارة المطار ولوزارة السياحة ومعالي وزير السياحة الذي هو في نشاط دائم وقام بنقلة نوعية للسياحة في لبنان في هذا الوقت الصعب.

الشكر الكبير لإدارة شركة طيران الشرق الأوسط بشخص رئيسها وجميع  العاملين فيها، لأن ابتسامتهم في الطائرة أولاً تعطي نوعاً من الأمل والتفاؤل بلبنان الجديد. هذا هو طيران الشرق الأوسط، الناقل الوطني الذي ينقل صورة الوطن الى الخارج، ويأتي بأهل الخارج الى لبنان خصوصاً الرعايا العرب الذين نرحب بهم في كل وقت.

كما أشكر الأستاذ إدي بيطار على المشروع المميز وخارطة الطريق التي حددها. وهذا العمل لم يكن لينجح لولا محبته لهذا الوطن، ما يعطي القطاع الخاص اللبناني دفعاً إضافياً للمشاركة بكل ما للكلمة من معنى.

كما نشكر الهيئات الدولية والسفارات التي تعمل بكل إخلاص وتساعدنا وتشدّد أمامنا "نحن معكم، المهم أن تكونوا مع أنفسكم ونحن سندعم لبنان"، ونحن بأشد الحاجة الى هذه المساعدة.

أخيراً، معالي الوزير لقد اخترتم للحملة شعارات من أغنيات لبنانية، أول حملة كان عنوانها "بحبك يا لبنان، كيف ما كنت بحبك" لفيروز واليوم "أهلا بهالطلة أهلا" لصباح. ونتمنى منكم جميعاً أن تدعوا معي إذا استمررنا في اختيار الأغاني كشعارات، ألا نصل الى أغنية "عالعصفورية".

المزيد من الفيديو
مقابلة مع الرئيس نجيب ميقاتي على قناة هلا Arabia