الرئيس ميقاتي في مؤتمر شرم الشيخ: لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتغيّر المناخ واستثمار 6.7 مليار دولار في الطاقة المتجددة يمكن أن ينهي نقص الكهرباء
الثلاثاء، ٠٨ تشرين الثاني، ٢٠٢٢
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "أن لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتأثيرات تغير المناخ، وقدرت دراسات أعدتها وزارة البيئة اللبنانية أن التغير المناخي سيسبب انخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي للبنان وسيضاعف من حدة المآزق والأزمات الحالية، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الجميع على المديين القصير والمستقبلي.
وفي كلمته أمام "مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27"، في مدينة شرم الشيخ بمصر قال: جئتكم اليوم من بلدي لبنان برسالة أمل بأننا كنا وسنبقى شركاء فاعلين في كل اللقاءات التي تجمع دول العالم للبحث في الهموم المشتركة والسعي لحل الأزمات المتراكمة. ولا بد في البداية من أن أوجه التحية الى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي فتح أبواب مصر لعقد هذا المنتدى وتوفير كل مستلزمات نجاحه، ونحن نفتخر بمصر الشقيقة ونشكر رعايتها الدائمة للبنان، بتوجيه من سيادة الرئيس السيسي.
كما أحيي سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس على كل الجهود التي يبذلها لحل القضايا الدولية بكل اتجاهاتها. كما نشكره على وقوف الأمم المتحدة الى جانب لبنان.
وقال: يعد لبنان من البلدان الشديدة التأثر بتأثيرات تغير المناخ، وقدرت دراسات أعدتها وزارة البيئة اللبنانية أن التغير المناخي سيسبب انخفاضًا بنسبة 14٪ في الناتج المحلي الإجمالي للبنان بحلول عام 2040، وانخفاضاً أكثر إلى 32٪ بحلول عام 2080. وهذا الخطر في التغير المناخي سيضاعف من حدة المآزق والأزمات الحالية، وهو أمر يتطلب اتخاذ إجراءات حازمة من قبل الجميع على المديين القصير والمستقبلي. ولا بد هنا من أن أشير الى أنه، على الرغم من كل التحديات التي تواجهنا، خطت الحكومة اللبنانية خطوات كبيرة في استجابتها لمكافحة التغير المناخي، كجزء من التزاماتنا الوطنية بالتعاون مع الدول الأخرى. وفي العام الفائت قدمنا مساهمتنا المحددة وطنياً (NDC)، وهي عنصر رئيسي في الالتزام العالمي للبلدان بموجب اتفاقية باريس. كما التزم لبنان من دون قيد أو شرط بتوليد 18٪ من احتياجاته من الطاقة (أي الطلب على الكهرباء) و11٪ من احتياجات التدفئة من مصادر الطاقة المتجددة في عام 2030. وفي المساهمة المحددة وطنياً المحدثة، يتراوح الحد المتوقع للإنبعاثات في عام 2030 من 30% إلى 20% كحد أدنى.
أضاف "لقد بات تأثير تغير المناخ على الموارد الطبيعية في لبنان، جلياً للجميع. فقد تسببت حرائق الغابات في البلاد في الأعوام الماضية في حرق مساحات شاسعة من للغابات. وإننا على يقين أن لم نكسر دورة الإحتباس الحراري، فإننا نتوقع حرائق غابات أكثر وأسوأ في السنوات المقبلة. كذلك تعتبر الزراعة من أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً بتغير المناخ لأنها تتأثر بشكل مباشر بالتغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار كما تضع محدودية موارد المياه والأراضي في لبنان، إلى جانب التوسع الحضري المتزايد، تحديات إضافية أمام تنميتها المستقبلية في البلاد".
وتابع "إن لبنان ملتزم إعطاء الأولوية لتدابير التكيف، مثل مكافحة التصحر وإدارة الموارد المائية ومساعدة المزارعين على زيادة قدرتهم على الصمود في وجه تأثيرات المناخ خلال العقد المقبل. ووضعنا ضمن أولوياتنا زراعة القمح وتوسيع المساحات المزروعة وكذلك زيادة البرك لتجميع أمطار الشتاء أو ما يعرف بالسداد بعيدًا عن السدود التي لا تتلاءم والواقع الجغرافي اللبناني، وأثبت معظمها عدم جدواه".
وقال "لا يمكن، التحدث عن الأمن الغذائي أو عن القطاع الزراعي بشكل عام إلا من خلال العمل التعاوني التي تلعب فيه المرأة دوراً مركزياً واستراتيجياً. هذا الأمر يدفعنا عن السؤال دائماً الى أي مدى المرأة اليوم فاعلة وقادرة على أن تكون عاملاً أساسياً ومركزياً في نهضة إنسانية حقيقية أولاً ونهضة اقتصادية ثانيًا ونهضة اجتماعية ثالثاً. وكل الإجابات تبدأ بتمكين المرأة في العمل التعاوني الزراعي وغير الزراعي".
وتابع "لقد كان لبنان من أوائل الدول العربية التي طورت خطة عمل لدعم الطاقة المتجددة عام 2010، وبات يمتلك آليات تنظيمية متطورة لهذه الغاية مقارنة بالعديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لكن بسبب التحديات الهائلة التي واجهت البلاد مثل الأزمة الاقتصادية ووباء COVID-19 وانفجار مرفأ بيروت والكوارث البيئية، فإن استثمار ما قيمته 6.7 مليار دولار في الطاقة المتجددة يمكن أن ينهي نقص الكهرباء في لبنان. لذلك، عملنا على إنشاء مرفق لبنان للإستثمار الأخضر وندعو الدول والجهات المانحة للمساهمة بدعمه وتمويله".
وختم "أشكركم على أمل أن تستتب الأمور في بلدي كي يعود قبلة الشرق والغرب وملتقى الجميع".