الرئيس ميقاتي: نطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار بالوقف التّام والفوري لإطلاق النار
الجمعة، ١١ تشرين الأول، ٢٠٢٤
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في السرايا شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، الشباب والرياضة جورج كلاس، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي، الصحة فراس الأبيض، البيئة ناصر ياسين، الإتصالات جوني القرم، التنمية الإدارية نجلا الرياشي، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الأشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين والإقتصاد أمين سلام.
كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
كلمة رئيس الحكومة
في ختام الجلسة تحدث رئيس الحكومة فقال: تلقيت اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يصب في إطار التنسيق الحاصل والسعي الجدي لوقف إطلاق النار، ووجدت من خلال الإتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنهم يسعون بكل جهد لإتمام وقف إطلاق النار، وهذا كان مطلبي، وعلى الأقل وقف قصف المدنيين وهذه الأضرار الحاصلة على المدنيين. ركّزت على هذا الأمر. وكمثال على ذلك ما حصل بالأمس حيث سقط اثنان وعشرون شهيداً وعشرات الجرحى من المدنيين. هذا الموضوع غير مقبول على الإطلاق.
في خلال جلسة مجلس الوزراء، توجهت بتحية إجلال لأرواح الشهداء وضحايا الإعتداءات الإسرائيلية، وآخرها أمس في رأس النبع، وشددت على أننا نطلقُ للعالم هزَّةَ ضميرٍ لا صَرخةَ ألم وخيبَة، لأننا أقوياءُ بالإيمان ومتمسكون بحقنا بكرامتنا وأرضنا وسيادتنا.
في كل المحافل الدولية والإجتماعات التي عقدناها مع موفدين رئاسيين ومسؤولين دوليين، قلنا إن لبنان ملتزم ومصرّ على تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وأن على المجتمع الدولي أن يلزم العدو الإسرائيلي بالتقيد بمضمون القرار والإلتزام به، تحقيقاً للأهداف التي من أجلها صدر هذا القرار.
في جلسة اليوم اتخذنا القرار الآتي: "الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي ندعوه فيه إلى اتخاذ قرار بالوقف التّام والفوري لإطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمُندرجاته كافّة لا سيّما في شقّه المُتعلّق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار".
إن هذا الموقف الذي نعلنه ليس مستجداً، بل أكدناه على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة السنة الفائتة وأعلنّاه أيضاً منذ بدء حرب غزة والمواجهات في الجنوب. والقاصي والداني يعلم أن العدو الإسرائيلي هو الذي رفض التجاوب مع ما طرحناه في هذا الإتجاه.
دعوتي لكل المسؤولين والقوى الوطنية، أن نتحمل معاً مسؤولية الصمود والإنقاذ وحماية مجتمعنا وبلدنا. كما أدعو وسائل الإعلام الى وعي دقة المرحلة وخطورتها والحفاظ على دقة الخبر وصدقيته في هذه المرحلة الدقيقة.
رغم كل الجهود التي بذلناها عربياً ودولياً للحؤول دون وقوع المحظورتستمر الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتتصاعد اغتيالاً وقتلاً وتدميراً وانتهاكاً جوياً لسيادتنا وإجتياحاً برياً لأرضنا، وكأننا متروكون للقدر، وكأنه محرّمٌ علينا أن ندافع عن حقنا وأرضنا وكرامتنا.
ما يشهده العالم من تصاعد الإعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لكل الحدود والأخلاقيات، وما تخلفه يومياً من تدمير وما توقعه من شهداء وضحايا، يجعل لبنان كله ضحية للغطرسة الإسرائيلية التي لا ترتدع ولا تزال تنتهك سيادتنا على عيون العالم، مستقويةً باللامبالاة العالمية وبالصمت المريب عن مجازرها الإبادية. كأن لبنان خارج أي حصانة مجتمعية وحماية إنسانية، وبعيداً عن منطق احترام القوانين والمواثيق الدولية وكرامة الإنسان وحق الشعب باسترجاع أرضه والحفاظ على حريته.
نحن لا نطلق نداء إستغاثة، نحن نهزُّ ضمير الإنسانية لتنتصر للحق و الإنسان ولبنان.
الإعتداء الذي تعرضت له قوى اليونيفيل من قِبَل إسرائيل، هو جرم مستنكر من قبلنا، وهو برسم المجتمع الدولي الذي تُنتَهكُ حرماته و يُهدَّد وجوده من خلال استهداف قوى الأمم المتحدة.
النداء الوطني الذي أطلقناه من عين التينة، مبنياً على الموقف الدولي الأميركي والفرنسي والدول الإثني عشر المؤيدة لوقف الحرب وهدنة الواحد وعشرين يوماً، هو نداء بإسم لبنان ولأجل كل لبنان. وهذا النداء صالح للتطوير ولأن يكون نداء جامعاً، ويدنا ممدودة للتضامن مع كل القوى السياسية و القامات الوطنية.
وفي الختام نجدّد التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، تحصيناً للبلد.
وقال الرئيس ميقاتي: من الطبيعي في كل جلسة أن نؤكد دائماً ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن.
خلال الجلسة عرضنا الأوضاع الإنسانية والإجتماعية واستمعنا الى معالي الوزراء بدءًا بمعالي وزير البيئة الذي أحاطنا بما تقوم به هيئة الطوارئ من عمليات إيواء وتوزيع أغذية وكل الأمور الإنسانية الضرورية، فلدينا اليوم حوالي ألف مركز إيواء منهم ستمئة مدرسة رسمية ومقرات تربوية، وشرح لنا معالي الوزير عن التوزيعات التي يقوم بها في ما يتعلق بالغذاء، وما وصلنا حتى الآن والتوزيعات التي تمت بالأمس وهذا الأسبوع، والتوزيعات المنتظرة خلال الأسبوع المقبل، وشرح لنا ما يصلنا من الدول الشقيقة والصديقة، وهنا لا بد لي إلا أن أشكر باسم الحكومة كل الدول التي ساعدت لبنان بهذه الظروف الصعبة، وتبلغنا اليوم أنه ابتداءً من الغد سيكون هناك جسر جوي بين لبنان والمملكة العربية السعودية حيث ستأتي المساعدات أيضا من قبلها، إضافة الى كل الدول الصديقة والعربية التي ساهمت بإرسال المساعدات. شكر كبير من كل لبنان ومن الحكومة اللبنانية الى جميع المتبرعين.
نحن نتحسب أيضاً لفصل الشتاء، والوزير ياسين شرح عن هذا الموضوع والإحتياجات الضرورية. قلت في المرة الماضية أنني أعتذر من اللبنانيين إذا حصل أي نوع من خلل، ولكن كونوا على يقين أننا نعمل بكل ما بوسعنا، جميع الوزراء، كل ضمن اختصاصهم، بما لديه من الطاقة لتنفيذ ما يمكن تنفيذه ضمن الإمكانيات الموجودة الحالية، وأعتقد أنه ضمن المساعدات التي ستأتي سيكون لدينا إمكانية أكبر لإعادة توزيع كل ما يلزم على كل الأراضي اللبنانية، من أجل ذلك طلب مجلس الوزراء من معالي الوزير مجدداً أن يكون لهذه التوزيعات والمساعدات التي تأتي من الخارج نوع من تدقيق خارجي. حتى الآن لم يصلنا أي شيء نقدي، ولكن كل ما يصل من بضائع وأغذية وفرش وغيره، سينشر على موقع رئاسة الوزراء بالتفاصيل مصدر هذه المساعدات وكيفية توزيعها.
أضاف: أكدنا خلال الجلسة أننا نرحب بكل المؤسسات الدولية التي تعمل في لبنان، وليس لدينا أي مانع في أن تعمل ولكن بشرط أن تعمل بالتنسيق الكامل مع الدولة اللبنانية، لكي نعلم أين تذهب هذه المساعدات ولعدم حصول ازدواجية في التوزيع.
أضاف: "كما استمعنا الى شرح وزير التربية عن أوضاع المدارس وكيف يمكن أن نواجه السنة التربوية، حيث توجد حوالي خمسمئة وتسع وتسعين مدرسة اليوم مشغولة بالنازحين اللبنانيين، كما أن وزير البيئة شرح أنه يمكن إنشاء مراكز إيواء جديدة ضمن إطار جديد، إما عبر إيجاد مراكز جديدة، أو إنشاء مراكز ونحن في الوقت الحاضر بالتنسيق مع وزارة الأشغال نبحث عن أراض فارغة للدولة اللبنانية لإقامة هذه المنشآت عليها.
كما تحدث وزير الصحة وشرح كل الأوضاع الصحية وأنه وبدءًا من اليوم تم توزيع ما يلزم من الأدوية وغيرها على مراكز الإيواء والمستشفيات للمواطنين النازحين.
وتحدث وزير الداخلية عن اجتماع مجلس الأمن المركزي الذي انعقد بالأمس، وأكدنا عليه أنه يجب أخذ الحيطة والمتابعة لأن أي ممتلكات خاصة يحميها الدستور ولا يمكن التعدي عليها. يجب إيجاد مراكز إيواء خارج الأمكنة الخاصة وإخلائها من النازحين، وأيضاً في ما يتعلق بالمنتشرين في الطرقات سنلاحق هذا الموضوع ووعدنا خلال الساعات المقبلة أن نرى حلاً. لا أريد أن ألتزم بهذا الكلام الى حين رؤية هذه النتيجة، ولكن كونوا على يقين أننا نتابع هذه القضية إن كان مع وزير الداخلية أو وزير البيئة أو الأجهزة الأمنية والجيش لوقف هذا الإنتشار المدني على طرقاتها وأرصفتها.
وتحدث أيضاً وزير النقل عن وضع مطار بيروت والمعابر، ومرافق بيروت وقد اطمأنينا بأن الأمور تسير كما يجب أن تكون.
كما تحدث وزير الإعلام وناشد الإعلام مجدداً أن يكون حقيقة الإعلام كما نعرفه إعلاماً وطنياً، وأن يظهر الأشياء الإيجابية، ونحن اليوم بحاجة لنتعاون معاً ولا يمكننا إلا أن نكون مع الإعلام البنّاء كما نعرفه دائماً وكما نعرف الإعلام اللبناني فيجب أن يكون بنّاءً.
وتطرّق وزير المهجرين الى موضوع النازحين السوريين في لبنان، وأعلمنا وزير الداخلية أن حوالي ثلاثمئة وأربعة وثلاثين ألف سوري خرجوا من لبنان خلال الأسبوعيين الماضيين. وأبلغنا معالي وزير المهجرين أيضاً بأننا لا نمانع أن يذهب الى سوريا وأن يتابع هذا الموضوع من أجل تسهيل عودة من يريد أن يعود الى سوريا.
وتحدث وزير الزراعة عن موضوع القمح، وما يجب أن نقوم به في الوقت الحاضر من تشجيع لزراعة القمح في لبنان لكي نكون في الموسم المقبل على جهوزية ونستطيع الإستفادة من كل الأمور الموجودة.
كما تطرّقنا الى الملف المتعلق بمؤتمر باريس وتهيئة الملف اللبناني الخاص بهذا المؤتمر والذي دعينا إليه في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وسيتم تهيئة الملف من كافة النواحي الإنسانية وما يطلبه الجيش لكي يقوم بدوره في هذا الموضوع. وفي دراستنا سنوضح ما يجب أن نقوم به في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
كما تحدثنا عن الضوابط السلوكية داخل مراكز الإيواء وأمن هذه المراكز والصحة العامة والنظافة. يبقى الأساس الذي نركّز عليه دائماً وهو ضرورة وقف إطلاق النار فوراً وأن يقوم الجيش بدوره كاملاً لحفظ الأمن وتعزيز دوره في جنوب لبنان لكي يقوم بما ينصّ عليه القرار 1701.
أسئلة وأجوبة
ورداً على سؤال عن إمكانية تطبيق القرار 1701 وما بقي منه قال الرئيس ميقاتي: "يبقى الحل الديبلوماسي مطروحاً على الطاولة من خلال القرار1701 الذي لا يزال صالحاً. حزب الله موافق أيضاً، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا أعتقد أنه يوجد أي تردد.
ورداً على سؤال قال: نتيجة المساعي التي بدأت يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، والمتعلقة بتخفيف التصعيد، خفت حدة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع.
أضاف: إن ضرب المدنيين بهذه الطريقة، وإلحاق الأذى بهم وسقوط المزيد من الشهداء أمر لا يجوز بتاتاً، فهذا حرام، فهل تخلينا عن إنسانيتنا؟ فلا يجوز أن لا يكون صوتنا عالياً، بأن هذا الأمر لا يجب أن يحصل.
وعما إذا كان لبنان لا يزال مرتبطاً بغزة أجاب: أولويتنا اليوم ألا نكون مع أحد أو ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والأمن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه.
وعن موقف "حزب الله" قال: أنا رئيس وزراء لبنان، ولا أتكلم باسم حزب الله مع احترامي له، أنا أتكلم باسم لبنان، وما يهمني هي سلامة بلدي، ووقف إراقة الدم والدمار.
وعما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية تعتبر خطوة انتخاب رئيس للجمهورية شرطاً للوصول إلى وقف إطلاق النار، قال: لقد أثار الوزير بلينكن هذا الموضوع، وقبل انتهاء المكالمة معي قال إن هناك أمراً واحداً بعد وهو ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، وأشار الى أنه سيتصل الآن بالرئيس بري لحثّه على المضي قدماً بخطوته لانتخاب رئيس شرط ألا يكون رئيس تحدٍ لأحد، بل رئيس مقبول من جميع اللبنانيين، ويجمع ولا يفرق.
ورداً على سؤال أجاب: لقد طالب مجلس الوزراء الآن مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار. هل مجلس الوزراء هو من اتخذ قرار إطلاق النار ليأخذ قرار وقف إطلاق النار؟