آل ميـقــــاتــي
إسم الأسرة عربي بمعنى العالم بالميقات والتقويم وهي وظيفة هامة في المؤسسات الدينية كان يتولاها مؤذن عارف بالفلك (علم الهيئة) يسمونه "الميقاتي" ، معتمدا في تحديد الزمن على الساعة الرملية وغيرها من الآلات.
يذكر المؤرخ الدكتور عمر تدمري في كتابه (آثار طرابلس الاسلامية دراسات في التاريخ والعمارة) أن السلطان قلاوون أحضر الشيخ محمد ميقاتي من مصر ليتولى مهمة تحديد مواقيت الصلوات في المدينة إنطلاقا من المسجد الذي بناه باسمه وانتهى بناؤه بعد وفاته بأربع سنوات (في العام 1294م)، وقد حمل لقب "ميقاتي" نسبة إلى المهمة التي تولاها في المسجد والتي توارثها أحفاده من بعده وما زالوا إلى اليوم، حيث يتولى مهمة "مؤقت طرابلس" اليوم إثنان من آل ميقاتي هما الشيخ ناصر ميقاتي والشيخ صالح ميقاتي.
لم تحصر تلك العائلة نفسها بتلك المهمة فوسعت دورها الى الاطار الفقهي وخرج منها الكثير من العلماء والأئمة الذين يتبعون المذهب الشافعي ولم يتبدل إنتماؤهم الى الشافعية برغم التحول الذي حصل في المدينة بعد مجيء العثمانيين الذين كانوا يتبعون المذهب الحنفي مما استوجب إمامتين في المسجد المنصوري واحد للشافعيين وآخر للأحناف، فكان من أشهرهم الشيخ مصطفى عبد الحي ميقاتي عام 1642م، ومؤقت طرابلس الشيخ إبراهيم ميقاتي عام 1700م وأخوه الشيخ يحي، والشيخ محمد رشيد بن مصطفى بن أبي بكر ميقاتي أحد أجلاء الشيوخ وجهابذة العلم في عصره (1783 – 1865م)، والشاعر الشيخ محمد بن الشيخ عبد القادر ميقاتي (1829 – 1883م)، والطبيب الأديب والشاعر مصطفى ميقاتي (1904م)، وغيرهم الكثير من العلماء، وصولا إلى منتصف القرن الماضي حيث لم يذكر المؤرخون أي دور لـ"الميقاتيين" خارج النطاق الديني فتولى منصب المفتي الشيخ محمد رشيد ميقاتي في عشرينات القرن الماضي، ثم تكرر الأمر في الخمسينات بتولي الشيخ كاظم ميقاتي منصب المفتي سنة 1955م ، وتواصل دور آل ميقاتي الديني، حيث شارك الشيخ علي رشيد ميقاتي رائد التعليم المجاني في تأسيس الجمعية الخيرية الاسلامية وإسعاف المحتاجين التي تولت في ما بعد إنشاء المدرسة العلمية (الكلية الاسلامية) التي أصبحت دار التربية والتعليم الاسلامية، والكثير من الهيئات والمؤسسات الخيرية.
يوجد في المسجد الكبير في طرابلس في لبنان بعض شعرات النبي صلى الله عليه وسلم عهد بها لرجل فاضل من آل ميقاتي يخرجها في آخر يوم جمعة من رمضان في كل سنة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الجمعة.
وفي السبعينات تواصل دور عائلة ميقاتي في الشأن الديني التربوي فأسس الشيخ محمد رشيد ميقاتي جمعية الاصلاح الاسلامية في العام 1977م التي أنشأت مدرسة الاصلاح ثم ثانوية الاصلاح في العام 1978م ثم جامعة طرابلس كلية الشريعة والدراسات الاسلامية في العام 1982م.
ولآل ميقاتي فرع في بيروت وهي من العائلات البيروتية السنية.
نجيب ميقاتي في المعادلة
وحتى العام 1998م لم تكن لآل ميقاتي أي إطلالة في السياسة، الى أن برز منهم خارج الشأن الديني الشقيقان طه ونجيب ميقاتي في مجال الأعمال، وبرز نجيب كعضو فاعل في مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت، قبل أن يعين وزيرا للأشغال العامة والنقل في 4/12/1998م وينتخب نائبا عن طرابلس في 27/8/2000م ويدخل السياسة من بابها الواسع مع تداول اسمه منذ تسميته وزيرا كمرشح دائم لرئاسة الحكومة، إلى أن تحقق ذلك وتولى رئاسة مجلس الوزراء في 19/4/2005م.